مبادرة الكنائس – أزمة الحصار

مبادرة من الكنائس  في قطر

تخصيص  يوم للصلاة والدعاء  من أجل قطر

اطلقت الكنائس المتحدة في قطر مبادرة ” يوم صلاة لصالح قطر”، من خلال  تخصيص يوم الجمعة 25 أغسطس 2017، يوم دعاء لصالح قطر، دعما لها  في المحنة  التي تمر بها. فاستجابت جل  .الكنائس للانضمام لهذه المبادرة، علما  بأن قطر كانت حاضرة على الدوام في صلوات الكنائسالقطرية، ولكن هي المرة الأولى التي  تقرر  فيها جل الكنائس المنضوية  تحت   اللجنة  التوجيهية للكنائس  في قطر، توحيد صلواتها لهدف واحد (دعاء لقطر)، وتوقيت واحد ( الجمعة 25 أغسطس)، ما جعل الحدث استثنائيا.

ظهرت الفكرة في أوائل لأغسطس إثر اللقاء الذي تم بينجورج جوليوس وليامز، عض زمالة القساوسة الأنجليكانية في قطر، ومسؤولين بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.  ومن الجدير بالذكر أن  الحصار الغير الجائر على  قطر من بعض الدول المجاورة، قد كان الدافع وراء اطلاق هذه المبادرة،لدعم، عبر صلواتهم، الأرض  التي يعيشون فيها، وينعمون بالأمن والاستقرار والتقدير فيها.  وذلك انطلاقا من ادراك المسيحيين واجبهم  تجاه  هذا البلد، كما يدعوهم إليهالكتاب المقدس، كم جاءفي سفر  النبي إرميا (صلى الله عليه وسلم) للصلاة من أجل الأرض التي يعيشون فيها، قائلا “:  وَاطلُبُوا خَيرَ المَدِينَةِ الَّتِي سُبِيتُمْ إلَيها، وَصَلُّوا إلَى اللهِ لأجلِها. لأنَّهُ إنْ كانَ لَها خَيرٌ، فَأنتُمْ كَذَلِكَ سَيَكُونُ لَكُمْ خَيرٌ” (أرمياء 7: 29).

ثم عرضت الفكرة على مسؤولو  المجمع الديني  التي يضم  جل الكنائس في قطر ممثلة في طوائفها المختلفة،  والمجمع الديني في الأساس  قطعة أرض واسعة تبرعت به الحكومة  لصالح الكنائس المسيحية  المتواجدة في قطر، لتخصيصها للعبادة، في بيئة آمنة، و تحت تصرف  الطوائف المسيحة لأقامة شعائرها. وتشرف على تسيير هذا المجمع اللجنة التوجيهة للكنائس، تمثل الطوائف الرئيسية للكنائس في قطر.  

إن الكنائس المسيحية في قطر تحظى بتقدير كبير من قبل الحكومة والقيادة  القطرية، وعلى رأسها  حضرة صاحب السمؤ الشيخ تميم بن حمد وصاحب السمؤالأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة ، وهو الذي منح قطعة أرض التي خصصت لاحقا  لبناء المجمع الديني.

         والكنائس  أظهرت دعمها الكامل من أول يوم للحصار لكل أهل قطر  المتمثل بحكومة وشعب قطر  والمقيمين فيها،   كما عبرت عن انزعاجها الكبير من تلك الأزمة المفتعلة ،وما نتج عنه من تأثيرات سياسية واجتماعية واقتصادية على كل المنطقة. ومن هذا المنطلق  جائت هذه المبادرة  والتي تهدف  لتخصيص صلاة موحة لصالح قطر ومن أجل أن يسود  منطق و روح الحوار والسلام على  منطق العداوة، في هذه الأزمة التي  فرقت شمل الأشقاء والعوائلوالجيران في المنطقة الواحدة،ولتعود المياه  إلى مجاريها، من أجل  حلحلة الأزمة من خلال الحلول السلمية والمفاوضات.

و ما إن انطلقت المبادرة  حتى لبت جل الكنائس النداء لتخصيص زمان ومكان موحدلاقامة الصلوات راجين المولى أن يعم السلام و الوئام  والمحبة  في المنطقة.

         كما عبر جميع المشاركين عن اعتزازهم وسعادتهم بالانضمام لهذا الحدث الجلل حيث  بلغت المشاركة أكثر من 90٪ من الكنائس والطوائف المنضوية تحتها حيث  حددت  يوم الجمعة، 25 أغسطس 2017.

ووفقا للإجرائات المتبعة أبلغت إدارة الشؤون الدينية في وزارة الخارجية، قبل اقامة الحدث.

وبعد ذلك، أرسل مجلس الكنائس رسالة إلى مكتب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للاحاطة بالحدث.

         يمكن القول بأنه  كان يوما تاريخيا في سجلات الكنائس المسيحية في قطر حيث  جميعت الطوائف المختلفة للصلاة على قلب رجل واحد في اليوم واحد وغرض واحد.

وفيما يلي بعض من انطباعات مختلف  المشاركين في الحدث بما فيهم قادة الكنيسة، رجال دين، أو أناس عاديون : 

قال الأب إيان نيكولسون، المدير العام لمركز قطر الأنجليكاني، بأنه  كان يوما مباركا،  حيث كانت الاستجابة ساحقة بنسبة 90٪ من مختلف الكنائس  التي اجتهدت بالصلاة من أجل قطر قادتاَ وشعباَ، ليسود السلام ويرفع الحصار الظالم على هذا البلد.

من جانبه الأب  ألفونسو من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، و مساعد في سيدة الكنيسة الوردية لعدة سنوات. عبرعن سعادته  بمثل هذه المناسبة   التي  يدعو فيها من أجل قطر ، والمتكررة مع  كل المناسبات التي تقيمها الكنيسة  ، ولكن هذه المناسبة هي فرصة فريدة ومتميزة  لاجتماع الطوائف المسيحية الأخرى والصلاة لأجل نهاية سريعة وسعيدة  للأزمة الحالية.

أما الأب بولابهاي من الزمالة المسيحية تيليغو علق قائلا : “خصصنا ساعة كاملة للصلاة من أجل قطر. ودعينا  بشكل خاص  لحضرة صاحب السمؤ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والأمير الوالد صاحب السمؤ الشيخ حمد بن خليفة،  ولكل وزير  باسمه حتى يكون قادة هذه الدولة الحبيبة مباركين بالحكمة والتفاهم والسلام والازدهار وجميع المواطنيين والمقيمين “

         وعلق  الأب آنيش من الزمالة الهندية بأنه، يعتبر هذه المشاركة  شرف وواجب  لكل من يعيش على هذه  الأرض الطيبة، معتبراً. بإن حق العيش بأمن وازدهار ليس  مطلب المواطنين فحسب، بل هو أيضا مطلب  عشرات الآلاف من المقيمين الذين يتمتعون بخيرات هذا البلد، ويعيلون أسرهم في أوطانهم..

أما الأب  جوي أحد قادة  الجالية الغانية رأى أن هذه فرصة فريدة تستحق الاهتمام، بينما  عبر الأب كافيفروم، من  الفلبين  ومن أتباع الكنائس الإنجيلية في قطر، عن  فرحه  بالمشاركة  بهذا اليوم  الذي كان فريدا و يوما مشهودا  توحد فيه القلوب للصلاة من أجل قطر، الكل على قلب رجل واحد، تاركين جميع الاختلافات جانبا،  من أجل السلام والرخاء والاستقرار في هذا البلد  العزيز المضياف.

         أما الأب روب من زمالة قطر أكد بأن أنه صلى  لكل من يعيش على  قطر،أكانوا  قادة ومواطنين ومقيمين،  وهو يرجو الحل السلمي السريع  للأزمة الحالية.

و عبر كاتب هذا التقرير، السيد بأن هذا اليوم مثل له  تجربة  فريدة  ولحظة تاريخية فارقة ، حيث توحدت الكنائس المختلفة، موحدة المشاعر والمواقف، لتهتف الحناجر المؤمنين  بصلوات خالصة  لهذا البلد العزيز قادة وشعبا ومواطنين، ، راجيين أن يعود  السلام  والمحبة  والوئام  في كل المنطقة.

          وهذه المبادرة التاريخيى، هي رسالة دعم ثابت ووقوف   صمود  مع قطر وشعبها الصامد  أمام الحصار الجائر، كما هي ورسالة  أمل وإيمان بأن هذه الأزمة لن تدوم طويلا.وبالتالي ستعود  الماء إلى مجاريها إن شاء الله و من العود إلى الحوار بين قطر والدول المحاصرة، لتتاح الفرص  للحلول  السلمية  للأزمة الحالية.