مناقشة دور التسامح الديني في تحقيق التعايش السلمي في ندوة حاشدة برعاية مشتركة بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان

08 مارس مناقشة دور التسامح الديني في تحقيق التعايش السلمي في ندوة حاشدة برعاية مشتركة بين مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان

نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالمشاركة مع كلية الدراسات الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة في الخامس من مارس ندوة فكرية بعنوان “التسامح الديني ركيزة التعايش السلمي”، وشارك في الندوة كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، والأستاذة الدكتورة عائشة المناعي مدير مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة بكلية الدراسات الإسلامية، جامعة حمد بن خليفة، وفضيلة الدكتور على محي الدين القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تحدث عن حرية العقيدة والتسامح الديني في الإسلام، والدكتورة حمدة حسن السليطي الأمين العام للجنة قطر الوطنية للتعليم متحدثة عن المؤسسات الثقافية القطرية (تجارب مجتمعية لنشر ثقافة السلام والتعايش)، والدكتور ربيعة صباح الكواري، أستاذ الإعلام بجامعة قطر، ليتناول دور وسائل الإعلام في تعزيز التسامح والتعايش في قطر.

وتركز هذه الندوة في تناولها للتسامح الديني في دولة قطر وجهود مؤسساتها المدنية والتعليمية والثقافية والإعلامية، كما شارك في الندوة بالحضور نخبة متميزة من أعلام الفكر والثقافة في دولة قطر وخارجها، بالإضافة إلى عدد من طلاب كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.

وقد جاءت الندوة في جلستين: الجلسة الأولى بعنوان: نماذج للتعايش الديني في قطر، وسلّطت الضوء على الدور المتميز لدولة قطر في تعزيز التسامح الديني والتعايش السلمي على أرضها.
أما الجلسة الثانية: فكانت بعنوان: تحديات وفرص التعايش والتسامح الديني، واختُصت لمناقشة قضايا التسامح الديني والتعايش السلمي في الشرق الأوسط، فتحدث في المحور الأول للجلسة الثانية القس بول جوردون تشاندلر كبير القساوسة، الكنيسة الإنجليكانية بمجمع الكنائس في قطر عن دور كنائس مجمع الأديان في تعزيز التسامح والتعايش في قطر، وتحدث سعادة السفير الدكتور عمر البرزنجي سفير دولة العراق في قطر: ثقافة التسامح الديني في العراق ودورها في تخطي الأزمات، أما سعادة السفير الدكتور أحمد القديدي سفير تونس السابق في قطر ورئيس الأكاديمية الأوروبية للعلاقات الدولية في باريس فتحدث عن تجارب التعايش الديني في تونس وشمال أفريقيا، وكذلك تناول الدكتور ماهر خضير قاضي المحكمة العاليا الشرعية بفلسطين قضية التسامح الديني في فلسطين (التاريخ والتحديات المعاصرة).

وافتتح الندورة الأستاذ الدكتور يوسف مرعي أستاذ مقارنة وتاريخ الأديان بكلية الدراسات الإسلامية- جامعة حمد بن خليفة، وقد أشار في حديثة بقوله: “إنه لشرف لي أن أشارك في رعاية هذا الحدث مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان،. بالنسبة لي كان هذا الحدث يتعلق بمشاركة الطلاب بقدر ما كان يتعلق بالمتحدثين الخبراء الذين ساهموا بوقتهم وخبرتهم، وقد وضعنا إطارًا للمناقشات في السياق التاريخي والمعاصر يعكس تنوع المتحدثين الضيوف، وأيضًا حقيقة بسيطة وهي أنه لا يمكنك مناقشة التسامح الديني دون البحث عن وجهات نظر الأديان الأخرى، وتنطبق نفس القاعدة على التعايش السلمي، الذي لا يمكن أن يحدث دون فهم أعمق لمختلف الديانات”.

وفي كلمته بالندوة، قال الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: “إن دولة قطر مُمثَّلة في مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان تؤمن أن بناء الأمم يبدأ ببناء الإنسان، وهذا البناء يتم من خلال التعاون مع أخيه الانسان؛ لبناء مجتمعٍ قائمٍ على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق؛ فكلنا لآدم وآدم من تراب، ولا يستطيع أحدٌ أن ينكر ما لدولة قطر من ريادةٍ في مجال التقارب والتعايش والدعوة للسلام؛ وذلك ما أكسبها مكانةً عالميةً مرموقة، وجعلها واحدةً من دول العالم الأكثر تأثيرًا في مثل هذه القضايا، وفي كل ما يهم الأمن والسلم الدوليين. وللحفاظ على هذه المكانة يسعى مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان دائما لإيجاد وسائل متنوعة يرسِّخ من خلالها ثقافة الحوار، ويدعو للاقتراب من الآخر وفهمه ولو كان هناك اختلاف، وساعد في ذلك كون قطر بلدًا متعدد الثقافات والجنسيات”.

وأضاف النعيمي: “إن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان منذ تأسيسه في 2007 دأب على طرح العديد من الموضوعات المتعلقة بالحوار وآدابه وأصدائه وأنواعه ومخرجاته، وتجارب الحوار حول العالم سواء في مجال الأديان أو حتى الثقافات والحضارات، وهذا اقتداء طبيعي لتوجه دولة قطر الحديثة التي منذ تأسيسها من قبل المؤسس الشيخ جاسم، وسار على نهجه جميع من جاء بعده من حكام قطر، فعُقدت في قطر المؤتمرات، وطُرحت القضايا سواء الإقليمية أو الدولية، على طاولة الحوار في قطر في عدة مناسبات ومنها الأزمة اللبنانية وقضية دارفور، وغيرهما من القضايا الشائكة التي نجحت قطر في قيادتها إلى بر الأمان، بفضل حكمة القيادة القطرية، مما جنب العديد من الدول الحروب والكوارث”.

وقال الدكتور القرة داغي: إن الإسلام لاينكر الخلاف، والاختلاف، ولذلك خلقهم، فمنهم من يؤمن ومنهم من يكفر، ولكن يجب أن نتعايش في الدنيا اعتمادا على الأسس المشتركة، وكل الناس المؤمنين والملحدين يجمعهم أنهم يبحثون عن الحقيقية، وعن شروط الحوار، قال: من أهم شروط الحوار هو أن يكون الانسان قابلا وساعيا للحق”.

جديرا بالذكر أنَّه تم إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في شهر مايو 2007 كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة الخامس لحوار الأديان، وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 ، ثم صدر القرار الأميري رقم 20 لسنة 2010 بالموافقة على إنشاء المركز، ويعتبر الدور الرئيسي للمركز هو نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين أتباع الديانات.

بدون تعليقات

أضف تعليق