مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يدين تمزيق المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد ويجدد تحذيره من عواقب الإساءة للمقدسات الدينية

30 يونيو مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يدين تمزيق المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي في السويد ويجدد تحذيره من عواقب الإساءة للمقدسات الدينية

يستنكر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ويدين بشدة ما قام به المتطرف سلوان موميكا السويدي من أصول عراقية بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد ستوكهولم المركزي الأربعاء 28 يونيو 2023م، الموافق لأول أيام عيد الأضحى 1444هـ، حين كان المسلمون يؤدون شعيرة صلاة العيد فيه. كما يدين المركز بشدة وبنبرة عالية سماح السلطات السويدية بذريعة حرية التعبير لهذاالمتطرف بالقيام بهذا العمل الإرهابي الشنيع الذي يعدّ إساءة للمسلمين ولمقدساتهم الدينية، ويعكّر صفو العلاقات الإيجابية بين أتباع الأديان، ويهدم الكثير من إنجازات الحوار والتعايش، ويؤجج من وتيرة العنف، ويخلق المزيد من ظاهرة الإسلاموفوبيا، ناهيك من أنه يعيق مسيرة بناء السلام بين الأديان والثقافات.

ويؤكد المركز بقوة إدانة هذا الفعل الإجرامي المليئ بالكراهية، والذي يمثّل ظاهرة جديدة من ظواهر الإسلاموفوبيا، ولا يجر إلا إلى المزيد من مستنقع الإرهاب والتطرف مجددا. ويعدّ هذا العمل المتطرف من أكبر معوّقات الحوار، ومن أهم التحديات التي تؤخر نتائج الجهود المبذولة على مدار السنين في مجال الحوار، وتعكّر صفو مسيرة بناء السلام. وإن هذا العمل اللإنساني واللأخلاقي الذي لم يستحضر البتة المثل والقيم الدينية المشتركة التي تدعو إلى احترام المقدسات الدينية؛ يعدّ إساءة خطيرة وبليغة للمقدسات الدينية واستفزازًا لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم.

ويعرب المركز عن موقفه الصريح والواضح والذي يتمسك به منذ سنين، مؤكدا أسفه الشديد من حدوث مثل هذه الإساءات، ومن كل ظاهرة تسئ للأديان سواء كانت صادرة من أفراد أو مجموعات، وسواء كانت تسئ للدين الإسلامي أو للأديان عامة، ويؤكد المركز مبدأه الأخلاقي والإنساني والديني الكامن في أهمية احترام المقدسات الدينية وتعزيز روح التعايش واحترام التعددية، وتغليب لغة الحوار على لغة التعصب والعنصرية.

ويهيب المركز بكل العاملين في مجال حوار الأديان وبناء السلم وبالقادة الدينين، وبكل من له مسؤولية في توجيه الرأي والفكر أن يتجنب الإساءة للأديان، كما ويدعو المركز شركاء العمل الصادقين والمخلصين من القادة الدينيين على مستوى العالم وأصحاب القرار إلى ضرورة التنديد لهذا العمل واستهجانه ورفضه كليا، وإلى التعبير عن ذلك رسميا في المحافل واللقاءات الدولية.

وحيث يدعو المركز المسلمين إلى مقابلة هذه الإساءة بعكس ما يُتوقع منهم مما يرضي المتطرف، ويدعوهم إلى إظهار الحكمة، وإلى عدم الانسياق وراء هذا التحريض المقصود، وعدم التصرف بما لا يرضي الإسلام أو يسيئ إلى الآخر؛ فإنه يدعو في الوقت نفسه إلى مقاطعة المنتجات السويدية ردا على موافقة السلطات السويدية تحت ذريعة حرية التعبير أو غيرها على هذا العمل المرفوض، وتنديدا لسماحها للإرهابيين المتطرفين بحرق المصحف وتمزيقه في عيد المسلمين، وهذا العمل الذي قام به هذا المتطرف عداء للإسلام والمسلمين كما هو استفزاز واضح وصريح للمسلمين وإساءة لمقدساتهم وشعائرهم، ولا يليق بسلطة من سلطاتِ دولةٍ مدنيةٍ متحضرةٍ مسئولةٍ عن قرارات سلطاتها.

هذا ويُذكر بأن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان قد استنكر وأدان بشدة ما قام به كلّ من المتطرف السويدي راسموس بالودان من حرق المصحف الشريف قرب سفارة تركيا في العاصمة السويدية ستوكهولم بتاريخ 21 يناير/ كانون الثاني 2023، وما قام به زعيم حركة “بيغيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، من تمزيقه نسخة من القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية بعده بيومين 23 يناير/ كانون الثاني 2023.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.