مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يستقبل القس بوب روبرتس رئيس مشروع بوابات مفتوحة ومؤسس شبكة جيران متعددة الأديان وكبير قساوسة كنيسة نورثوود في دالاس، تكساس

10 يونيو مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يستقبل القس بوب روبرتس رئيس مشروع بوابات مفتوحة ومؤسس شبكة جيران متعددة الأديان وكبير قساوسة كنيسة نورثوود في دالاس، تكساس

في إطار زيارته للدوحة والتي استمرت طوال الأسبوع الأول من يونيه 2021م، زار مركزَ الدوحة الدولي لحوار الأديان في زيارتين متتاليتين الثلاثاء الأول من يونيه، والأربعاء الثاني من يونيه القسُّ القس بوب روبرتس- رئيس مشروع بوابات مفتوحة ومؤسس شبكة جيران متعددة الأديان وكبير قساوسة كنيسة نورثوود في دالاس، تكساس، بالولايات المتحدة الأمريكية والوفد المرافق معه، والمتمثل في الدكتور كريس سيبل كبير مستشاري مؤسسة شبكة جيران متعددة الأديان والأستاذ دانيال لانج فورد-
وفي اللقاء الأول التقى القس بوب روبرتس بأعضاء مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان سعادة الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة المركز والأستاذة الدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس مجلس الإدارة، والدكتور يوسف الصديقي والسيد محمد الغامدي والسيد سعد الرميحي أعضاء مجلس الإدارة؛ وذلك للتحضير للتعاون المشترك بينه وبين المركز في مشروع بوابات مفتوحة.

في البداية رحَّب الدكتور إبراهيم النعيمي بضيوف المركز، وأكد على أهمية هذه الزيارة للمركز لتعزيز الحوار بين الأديان والتعاون المشترك بين قطر وبين المؤسسات الأمريكية الداعمة للحوار بين الأديان، والعمل معًا وَفق استراتيجية واضحة لنشر قيم المحبة والسلام في ربوع العالم؛ كي تحلَّ المحبة محل الكراهية، والتسامح بديلا عن التعصب، والتكامل بدلا عن الأنانية البغيضة.

وفي إطار حديثه أشار إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان منذ نشأته يسعى لخلق منصة حوار للتلاقي حول المقاصد المشتركة بين الأديان المختلفة والثقافات؛ وذلك لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والتعايش السلمي بين بني البشر، ثم قدَّم الدكتور النعيمي عرضًا لما يقدمه المركز من فعاليات متنوعة؛ من ذلك المؤتمر الدولي السنوي لحوار الأديان، والطاولات المستديرة التي تهتم بمناقشة القضايا المتعلقة بالجاليات في قطر، وأيضًا مجلة أديان العلمية التي يصدرها المركز، وكذلك أنشطة التدريب لطلاب المدارس في مجال الحوار مع الأخر وبخاصة الحوار الديني وكيفية قبول الآخر ومد جسور التواصل معه، والملتقيات الثقافية التي ينظمها المركز للجاليات المختلفة، كما تطرق الدكتور النعيمي إلى وضع الحرية الدينية في قطر وأنها مكفولة لأتباع جميع الأديان المتواجدين في قطر، وأنهم يمارسون شعائرهم الدينية بكل سهولة ودون أي صعوبات تُذكر.

ومن جانبه عقَّب القس بوب روبرتس موضحًا أهمية مبدأ حوار الأديان، كما أثنى على ما يقدمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وقيامه بعمل مهم وضروري؛ إذ أنه يدعو أتباع الديانات السماوية من شتى الأقطار، للتحاور والتعاون للوصول إلى حلول للقضايا الكبرى التي تهم الإنسانية، في وقت يشهد العالم صراعات عرقية ودينية مختلفة، ثم تطرَّق إلى مؤسسة شبكة جيران وأنها تعدُّ جزءاً من مبادرة مماثلة في وسط آسيا في 2019، وقد حققت نجاحاً كبيراً في أوزبكستان، كما تحظى المؤسسة بسمعة عالمية بكونها تتكون من قادة الفكر والمتخصصين في مجال الحرية الدينية والدبلوماسية.

وبعد سنوات من بناء الثقة بين القساوسة الإنجيليين والأئمة في الولايات المتحدة وحول العالم شارك مع القس بوب روبرتس في تأسيس شبكة جيران متعددة الأديان عام 2019كلٌّ من الإمام محمد ماجد وهو إمام مركز آدم في العاصمة واشنطن والحاخام ديفيد سابرستين.

وعن مشروع التعاون المشترك (بوابات مفتوحة) قال القس بوب روبرتس: “إن شبكة جيران متعددي الأديان (MFNN) ومركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يقدمان في هذا المشروع سجلًّا قويًّا في مجال بناء الثقة في الأماكن المعقدة؛ آملين أن تعقد الشبكة مؤتمرين متعددي الأديان (2022 -2023) يمكن فيه لرجال الدين من مختلف الأديان بناء صداقات، ومن ثَمَّ العمل على خدمة مجتمعاتهم سوياً. وستضم هذه الوفود قساوسة وأئمة وحاخامات من الولايات المتحدة وقطر لبناء العلاقات فيما بينهم”.
ثم اصطحب أعضاء مجلس إدارة المركز الوفد في جولة للتعرف على المركز ومكتبته المتخصصة التي تضم أكثر من 2000 كتابٍ متخصص في مجال حوار الأديان بعدة لغات.

هذا واستؤنفت الزيارة للمركز في اليوم التالي والذي جمع لقاء القس بوب روبرتس مع ممثلي وزارةالأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر وقادة مجمع الكنائس في قطر. وتأتي أهمية مثل هذا اللقاءات التي يقيمها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بصورة مستمرة لتعزيز أواصر التكامل بين أطياف المجتمع القطري، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر تشجع على مثل هذه اللقاءات التي تحقق التوافق بين مختلف المعتقدات لتحقيق المصالح المجتمعية والإنسانية المشتركة.

وقد عبر القس بوب روبرتس في البداية عن سعادته، وقدم الشكر الخاص للدكتور إبراهيم النعيمي وأعضاء مجلس إدارة المركز الذين أتاحوا له هذه الفرصة للقاء الأئمة والقساوسة مجتمعين في قطر، كما تطرَّق لكونه وُلد في مجتمع لا يعرف الكثير عن الإسلام إلا ما يعرضه عليه وسائل الإعلام، ولم يكن تواصله الفعلي والمباشر مع المسلمين إلا في عام 2004 حينما دعاه الدكتور إبراهيم النعيمي للدوحة لحضور مؤتمر حوار الأديان ثم بعد ذلك أثمرت العلاقة بينهما عن مشروع تم في باكستان كورش عمل تحت مسمى (سفراء من أجل السلام)، حيث تم عقد اجتماعات بين ممثلي الأقلية المسيحية في باكستان مع ممثلي الأقلية المسلمة في أمريكا، وشجعني ذلك على الاستمرار في عقد مثل هذه اللقاءات فأقمتها في السودان وأوزباكستان وقريبا في نيجيريا، ومتحمس جدًا لإتمام مشروعي مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان (مشروع بوبات مفتوحة).

ثم عرض الأستاذ الدكتور إبراهيم النعيمي عدة محاور للنقاش وكانت كالتالي: الحوار بين الأديان في قطر، وطبيعة التواصل بين قادة الجالية المسلمة والمسيحية في قطر، كيف تعامل المجتمعين (المسلم والمسيحي في قطر) لمواجهة الأزمات (أزمة كورونا نموذجًا)؟ والتحديات التي يواجهها كل من الطرفين من أجل الوصول لصورة تعكس حقيقة الدين وتسامحه مع الآخر، ودور القادة الدينيين في تعزيز التسامح والتفاهم بين الجاليات التي تعيش على أرض قطر؟
وفي ختام اللقاء قال القس بوب روبرتس: “ما يهمنا في هذا اللقاءات هو بناء علاقة الصداقة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين وخاصة بين القادة، وقد وفر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لي على المستوى الشخصي ذلك، وعمقته صداقتي بالدكتور إبراهيم النعيمي؛ فلا يكفي أن أسمع عن الإسلام وإنما عليَّ أن أعامل المسلمين وأتعلَّم ما هو الإسلام، وهذا ما أثمر في ولايتي نتائج جيدة مع وجود إمامٍ يدافع عن المسيحين، ووجودي أنا كقس أدافع عن المسلمين؛ خاصةً بعد أحداث 11/9 والنظرة الإعلامية المضللة عن المسلمين بعدها، ورغم أني هوجمت لكني كنت مقتنعًا أن الأفضل أن أكون مسيحيًّا حقيقيًّا، وليس الالتفات لنظرة الناس لي، والحقيقة أنني أرى في دولة قطر فرصة كبيرة لبناء مثل هذه العلاقات التي تعمِّق السلام العالمي وتحقِّق التعايش بين أتباع الأديان المختلفة من خلال تجربتها.

من الجدير بالذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يُعدُّ أحد المراكز العربية الرائدة في مجال الحوار بين الأديان، وينشط في مجال تخصصه، بالتعاون مع جميع المؤسسات ذات الصلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.