فى ندوة نظمها المركز دعوة لإعلاء قيمة الحوار بين الأديان وإشاعة روح التسامح

05 مايو فى ندوة نظمها المركز دعوة لإعلاء قيمة الحوار بين الأديان وإشاعة روح التسامح

عقد مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان أمس ندوة تحت عنوان: قضايا حوار الأديان ثقافة وإعلاما بقاعة المؤتمرات بجامعة قطر بالتعاون مع كل من جامعة قطر ومركز القرضاوي للوسطية الاسلامية والتجديد، تحدث فيها كل من الدكتور يوسف الصديقي رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة قطر في ورقته التي جاءت بعنوان: قراءة الواقع وحوار الاديان.

وقدم الدكتور محمد خليفة مدير مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد في كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم تنمية المجتمع ورقة حول آداب الحوار وفنونه، والدكتور علاء الشامي، الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة قطر، ورقة حول قضايا حوار الاديان في وسائل الاعلام: نظرة تحليلية ونقدية.

واختتمت الحديث الاستاذة خديجة بنت قنة المذيعة بقناة الجزيرة الفضائية بورقتها عن دور الإعلام في دعم وترشيد مسيرة الحوار بين الأديان.

من ناحيته دعا الدكتور الصديقي من خلال الندوة إلى ضرورة تعميق المعرفة بالآخر مشيرا إلى ان الحوار مع الآخر ضروري ومهم ولكن يجب ان نقيم حوارا داخليا بين المسلمين بعضهم مع بعض ونبذ ثقافة الاقصاء والتهميش وادارة عملية التفاعل بين العرب والمسلمين للوصول إلى رؤية موحدة.

وأشار الصديقي إلى هيمنة القوى الغربية على كل ما يجري في العالم معتبرا أن تلك الهيمنة جاءت نتيجة سيطرة النخبة في الغرب على اقتصاديات الدول الكبرى وظهر ذلك جليا من خلال البورصات العالمية بسبب انجراف رجال الدين في الغرب خلف المال، وقال تلك الهيمنة تقوم على النفعية وهي عبارة عن مزيج من الافكار التي تسود عصر العولمة وهي ليست في مصلحة التجربة الإنسانية.

وقال إن الحوار والتواصل اصبح امرا مهما في هذا العصر خاصة ان العالم اصبح قرية كونية ويجب علي شعوب الارض ان تتعاون من اجل المصير الإنساني المشترك.

واكد أن هناك عددا من المعوقات التي تعترض الحوار وتتمثل في عدد من الاسباب منها الانحراف بالفكر خارج اطار رسالته، وعزل الدين عن السياسة. بجانب الحكم على الامة الاسلامية من خلال تصرفات قلة من المتعصبين لافتا إلى اهمية تطوير المعرفة المتبادلة بين الاديان والتركيز على الحوار من خلال فكرة التعايش وقاعدته.

أدب الحوار
إلى ذلك أشار الدكتور محمد خليفة مدير مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد في كلية الدراسات الإسلامية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في ورقته تحت عنوان: آداب الحوار وفنونه إلى ازدياد أنشطة الحوار في العصر الحديث وانطلاق عدد من دعوات حوار الاديان والثقافات والديانات، مما أدى إلى اتساع دائرة الحوار من الفردية إلى حوارات جماعية عبر عنها المجتمع الحديث من خلال الندوات والحوارات والمنتديات والمحاضرات والموائد المستديرة وورش العمل والفرق البحثية وازدادت تبعا لذلك اداب الحوار وضوابطه.

وقال: بلدان العالم الاسلامي تفتقد لتقاليد الحوار بين الاديان وتعاني من عجز في هذا المجال بسبب عدم تأسيس مؤسسات لحوار الاديان، وارتبط الحوار في الغالب بالأنشطة السياسية واصبحت تقوم به وزارات الخارجية الامر الذي جعل رجال السياسة والدبلوماسية يسيطرون على هذه الحوارات وعلى المستوى الدولي، ماتزال هذه الحوارات تابعة للمنظمات الدولية المنبثقة عن الامم المتحدة وعن المنظمات الدولية الغربية، الامر الذي اوقعها تحت تأثير النظام البروتوكولي الذي تتبعه الهيئات الدبلوماسية مما اضفى الطابع السياسي على حوار الاديان حتى اصبح الحوار أحد الانشطة السياسية والدبلوماسية الهادفة لتوظيف الاديان والحضارات لتحقيق رغبة بعض المؤسسات الدينية العالمية في لعب دور اساسي في العلاقات الكونية بجانب توظيف الدين في مناطق التوتر والحروب الاهلية لتبرير العنف واستخدامه كأداة لتعبئة الموارد المالية والمعونات والمنح من الحكومات والمنظمات الدولية والاقليمية واستخدامه كسياسة دفاعية لمنع الازمات والمشاركة في حل النزاعات الدولية.

ولفت خليفة إلى ان الدين الاسلامي شجع من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة على الحوار وشكل منظومة قرآنية للحوار تتمثل في الحوار الحسن والالتزام بالحوار المهذب والقول اللين والميل إلى الحكمة والموعظة الحسنة.
واضاف كما حث الإسلام على التزام حدود الادب في الحوار وعدم السقوط والسباب.

واكد خليفة على عالمية الإسلام وحضارته مشيرا في الوقت نفسه إلى الثوابت التي يتضمنها الدين الاسلامي الداعية إلى الاعتراف بالتعددية الدينية والثقافية ونشر ثقافة الحوار مما كان له اكبر الاثر في التقاء الحضارة الاسلامية مع الحضارات الاخرى عبر التاريخ.

وسائل الاعلام
من جانبه سلط الدكتور علاء الشامي أستاذ الاعلام بجامعة قطر من خلال ورقته قضايا حوار الاديان في وسائل الاعلام: نظرة تحليلية ونقدية، الضوء على وسائل الاعلام والدور الذي يجب ان تقوم به في ادارة الحوار بين أتباع الديانات والابتعاد عن ازكاء نيران الصراع بين الديانات مشيرا في الوقت نفسه إلى ان وسائل الاعلام الحكومية ترى أن مناقشة بعض الامور الخلافية سيزيد من المشكلة مما يضطر بعض الجهات للجوء إلى القنوات الخاصة لعرض تلك المشكلات مما يثير كثيرا من الاشكالات في المجتمع.

ودعا الشامي إلى اشاعة روح التسامح بين الديانات وقبول الطرف الآخر والحث على ذلك من خلال أجهزة الاعلام.

وأكدت الاستاذة خديجة بنت قنة المذيعة بقناة الجزيرة الفضائية في ورقتها: دور الإعلام في دعم وترشيد مسيرة الحوار بين الأديان أن العالم يشهد عددا من المبادرات في مجال حوار الاديان في عدد من الدول الاسلامية وغير الاسلامية مشيرة إلى ان هذه الحوارات لا يمكن ان تؤتي ثمارها دون الاعلام كأحد اعمدة الحوار في عالم اليوم.

وقالت بنت قنة: الآلة الإعلامية العربية والاسلامية مازالت تتعثر بسبب الخلط والتشابك بين الاعلام والسياسة وتوظيف حوار الاديان لخدمة الاهداف السياسية وبقاء حوار الاديان حبيس الغرف واصبح الحديث عن حوار الاديان ينتهي بمجرد نهاية تلك الفعاليات.

ولفتت إلى أن مهنة الصحافة تقتضي التجرد من كل الميول الدينية والسياسية بجانب التزام الموضوعية حتى يتمكن الاعلام من اداء رسالته، مشيرة إلى حالة العداء القائمة بين الصحافة العربية والمجتمع الغربي والخوف المتنامي هناك من انتشار الاسلام واللجوء إلى اثارة المشاكل مثل أزمة الحجاب والنقاب وبناء المآذن وغيرها.

واوضحت أن عددا كبيرا من الاقطار الاوربية يمثل الاسلام جزءا من تاريخها، كما تشكل المسيحية جزءا من تاريخ عدد من الاقطار العربية منوهة بضرورة الحوار مع الآخر من خلال القنوات التلفزيونية وتشجيع اقامة قنوات خاصة بالحوار.

وشهدت الندوة عددا من المداخلات من الحضور دعت في مجملها إلى تشجيع الحوار وتقبل الآخر كما لفتت المداخلات إلى ضرورة تطبيق مقررات مؤتمرات حوار الاديان وتشجيع الحوار الداخلي لحلحلة الاشكالات الداخلية، ومن ثم الالتفات إلى الحوارات الخارجية.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.