رفض الآخر يؤدي إلى الفتن

09 أبريل رفض الآخر يؤدي إلى الفتن

نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في بيروت أمس الأربعاء، بالتعاون مع الرابطة السريانية في لبنان ندوة تحت عنوان “التنوع الديني والقومي والمذهبي في العالم العربي – ثروة أم عامل
تفتت”؟.

بحضور ممثل رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال سليمان وزير الإعلام طارق متري وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب قاسم هاشم وممثل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزير
السياحة ايلي ماروني. ووزير الثقافة تمام سلام، وحضر السفير القطري في بيروت سعد بن علي المهندي ورئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدكتور ابراهيم النعيمي والدكتور يوسف الصديقي
المدير التنفيذي للمركز، الدكتور خالد الخاطر عميد الشؤون الأكاديمية لكلية أحمد بن محمد العسكرية وحشد من الفعاليات الدينية والفكرية والاعلامية، وشارك في مداخلات ومحاضرات
الندوة: رئيس الرابطة المارونية في لبنان جوزف طربيه والدكتورة رجاء ناجي من كلية الحقوق في الرباط وعضو المجلس السياسي في حزب الله غالب ابو زينب، وأمين عام لجنة الحوار الاسلامي
المسيحي في لبنان الدكتور محمد السماك، وامين عام كنائس الشرق الأوسط جرجس صالح وأمين عام اللجنة الوطنية الاسلامية المسيحية للحوار حارس شهاب، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار
ميشال اده، مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، مطران زحلة بولس سفر، مرخص الطائفة الأرمنية كيغام خاشيريان، الدكتور اسعد سحمراني استاذ العقائد والأديان في جامعة الامام الأوزاعي في بيروت، مطران بيروت للموارنة بولس مطر, الأب نبيل حداد, لدكتور يوسف الحسن، الدكتور رضوان السيد.

وزير الاعلام اللبناني الدكتور طارق متري تحدث ل “الشرق” على هامش الندوة فرحب بانعقادها وقال: إن لبنان هو المكان الطبيعي لهكذا ندوات ولكن اهتمام مركز الدوحة هو قيمة مضافة للعمل الذي نقوم به في بلدنا ليس فقط الحوار بين المسلمين والمسيحيين، أو بين العرب والغرب، بل التفكير المشترك. وهذه الندوة تهدف إلى التفكير المشترك، وليس إلى اقامة مفاوضات
بين طرفين او مجموعتين ,.اعتقد ان هذا العمل يجب ان يكون تراكميا فتأتي كل ندوة باضافة الى ما سبقها شرط أن تبقي على ما سبقها وآمل أن تقدم ندوة اليوم عملا مثمرا والا تكون يتيمة فتتبعها ندوات أخرى وينشر ما سيصدر عنها.

وأشاد بمبادرة سمو الأمير بإنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وقال: كنت وزيرا للثقافة وزرت قطر كثيرا واطلعت على ما يقوم به الأخوة القطريون في كل المجالات ولا سيما في المجال
الثقافي، وقد لمست أنه لدى القيادة القطرية حس بالريادة، وتمتع بالجسارة في اتخاذ المبادرات وخصوصا من قبل سمو الأمير وعدد من ابناء النخبة القطرية. ونحن في العالم العربي بحاجة إلى
هذه الريادة وهذه الجسارة ليس فقط على الصعيد السياسي بل وخصوصا في المجال الثقافي.

وجدد متري شكره لسمو الأمير ولدولة قطر على تبنيها مشروع احياء المكتبة الوطنية في لبنان وقال: رغم تركي لوزارة الثقافة فإني اتابع هذا الحدث الاستثنائي الذي سينجزه لبنان بفضل
الهبة القطرية الكريمة ونرحب بقدوم سمو الشيخة موزة لوضع حجر الأساس للمكتبة الوطنية.

وكان الوزير متري قدم مداخلة افتتاحية في الندوة عرض فيها جملة ملاحظات حول موضوعها فأكد ان لا تأثير للغرب على المسيحيين في العالم، رغم وجود بعض الفئات القليلة التي استقوت وهميا بهذا الغرب، ورغم ان البعض في الغرب حاول التدخل في منطقتنا تحت شعار حماية الأقليات المسيحية فإن كل ذلك كان ظرفيا ولكن أخطر ما واجهناه هو أن بعض الأوساط الغربية خلطت واستغلت موضوع حماية الأقليات لإشهار العداء للإسلام.

وشدد على أن تأثير الكنائس في الغرب على نظيراتها في الدول العربية محدود ببعض المساعدة الدينية وخصوصا في المجال التربوي.

ولفت إلى مشكلة مخاوف المسيحيين، وبعضها مبرر، ولكنه دعا المسيحيين إلى وقف تخويف الذات، واشار إلى وجود قراءتين لهذه المشكلة، فمنهم من يطمئن المسيحيين إلى وجودهم، ومنهم من ينذر باندثارهم، ومثال على ذلك كتاب اسرائيليون في العرب، إذ يدعون المسيحيين صراحة إلى تكرار تجربة اليهود في اقامة كيان عنصري خاص بهم في المنطقة.

وأكد متري ان استمرار الوجود المسيحي في المنطقة هو قضية اساسية بالدرجة الأولى، كما أنه قضية أن يفهم المسيحيون دورهم في الوقت الراهن، وليس بالضرورة أن يكون طليعيا، كما أنه ليس انفصاليا، داعيا اياهم الى وعي هوياتهم المتعددة والمصالحة في ما بينها، اذ ان المسيحي في لبنان مثلا قد يكون مارونيا ولكنه لبناني وعربي في آن.

الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان ألقى كلمة في اختتام الندوة أشار فيها إلى أن مركز الدوحة يحترم الاختلاف ويؤمن بأنه ثراء للأمر وبأن التنوع رصيد حضاري يمكن توظيفه لخدمة التفاهم والتكامل والسلام وتعزيز الأمن وتوفير الآمان.

وقال: هذه المبادئ هي التي ننشدها في مركز الدوحة لحوار الأديان وفي كل مستويات المسؤولية في دولة قطر وعلى رأسها جميعا صاحب السمو أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله وهو صاحب مبادرة انشاء مركزنا والحريص دائما على متابعة وتشجيع فعالياتنا.

ولفت إلى أهمية اختيار لبنان مكانا لهذه الندوة فهو نظر العالم والعرب مختبر حي لجملة من المثل العليا التي اعلنتها كل الديانة السماوية ومارستها مذاهب هذه الأديان من أجل سعادة الانسان واحلاله المنزلة التي يستحقها كخليفة لله على الارض.

وقد اخترنا ان تكون ندوتنا هذه مواصلة لسلسلة من اللقاءات العلمية والثقافية سينجزها مركزنا في العديد من المواقع والأوطان بهدف المزيد من غرس تلك المبادئ والقيم. وعرض النعيمي لمحاور الندوة والتي تتناول اسباب الصراع الطائفي والتعرف إلى المسيحية المشرقية والقوميات في المنطقة.

وتحدث رئيس الرابطة السريانية في لبنان حبيب افرام عن معنى أن يلتقي مركز الدوحة لحوار الأديان والرابطة السريانية في مشروع ندوة مشتركة فأكد أنه على رد على الغلاة الذين يرفضون الاعتراف بأي تنوع اصحاب الفكر الالغائي الانصهاري التذويبي الذي يكفّر اي مختلف عنه أو يفجره بالعبوات ويذبحه أمام الشاشات كما يحاول بعض الماكرين الاستفادة من هذه المسألة عبر تغذية الأحقاد ومحاولة تفتيت المنطقة على قاعدة “اسرائيلات” جديدة قومية أو مذهبية أو على الأقل خلق فتن لا تنتهي.

واستمرت الندوة ليومين وعالجت المحاور التالية
– هل هناك فعلا صراع ديني أو طائفي؟
– المسيحية المشرقية دورها ومستقبلها وتأثير الغرب عليها
– القوميات في المنطقة – تنوع أم انصهار؟
– ما هي صيغ الحلول المقترحة للتنوع؟

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.