تمكن من ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع وإشاعة روح التفاهم بين الجاليات

15 أغسطس تمكن من ترسيخ ثقافة الحوار في المجتمع وإشاعة روح التفاهم بين الجاليات

يمثل مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان منارة سامقة للحوار في قطر، حيث جسد المركز خلال سنوات من عمله قيمة الحوار في قطر حتى اصبحت دولة قطر بفضل المركز من الدول الرائدة في مجال حوار الاديان وما زال المركز يعمل من اجل ترسيخ قيمة الحوار في المجتمع القطري بجانب الجاليات الموجودة على ارض قطر، والتي تشكل كل الديانات والثقافات العالمية.

وقد استثمر مركز الدوحة الدولي هذا الوجود الكبير والمتنوع للجاليات على ارض قطر في طرح افكاره الداعمة للحوار ونشر قيمة الحوار بين ابناء الجاليات عن طريق تنظيمه طاولة مستديرة لحوار الجاليات تحت عنوان “حوار الجاليات في قطر في ظل التنوع الديني”

وقد عكست الطاولة الاهتمام المتعاظم الذي يوليه المركز لقضية الحوار ودعمه غير المحدود في اتجاه تفعيل أنشطته الحوارية للتعرف على اهتمامات الجاليات وطبيعة علاقاتهم الخاصة على ارض قطر.

وناقشت طاولة الحوار التي دعي لها علماء دين ومثقفون من مختلف الجاليات كيفية تأقلم وتعايش الجاليات مع بعضها البعض داخل المجتمع القطري في ظل التحديات والاختلافات الدينية والثقافية والعرقية.. كما بحثت الطاولة المعوقات والتحديات التي يواجهها أبناء الجاليات المقيمة في قطر في ظل التنوع الديني والثقافي والعرقي وقد حققت طاولة الحوار نجاح كبير وامتدحها المشاركون من ابناء الجاليات في نجاحها بفتح باب الحوار وإعلاء شأنه في الوقت الذي ترتفع فيه لغة المواجهة.

من ناحية اخرى عمل مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان على ترسيخ قيمة الحوار في المجتمع القطري عن طريق غرس قيمة الحوار في الناشئة من الابناء في المدارس القطرية، حيث نظم المركز عددا من الزيارات للمدارس القطرية لحث الطلاب على إعلاء قيمة الحوار وتأهيل المحاور المسلم للدفاع عن الاسلام من باب ان قوة المسلم يجب ان تكون عامة وتضم الجانب الحسي والمعنوي ولفت المركز من خلال هذه الرسال الانتباه الى ان الاسلام انتشر في عدد من البلدان عن طريق الحوار وليس عن طريق القوة ولذلك جاءت دعوة المركز لتنظيم زيارات للمدارس للحديث عن اهمية الحوار ودوره في المجتمع وقضايا الحوار لنقل رسالة لطلاب المدارس مفادها ان الحوار ليس كلاما يقال بل فعل ينفذ، كما سيقوم المركز مستقبلا بتنظيم برنامج تدريبي في مدارس قطر عن الحوار وفنونه لتهيئة المحاور المسلم.

من ناحية اخرى قام المركز بعدد من الزيارات شملت الولايات المتحدة الامريكية وروما وخلال تلك الزيارات تمت مقابلات بين المركز وعدد من العلماء والباحثين ورجال الدين في الغرب، حيث ساعدت تلك الزيارت الى فتح آفاق من الحوار المثمر والهادف، كما فتحت المجال امام المركز لعرض وجهة نظره في ما يتعلق بالحوار وضرورته في هذا الوقت الذي يشهد صراعا بين الحضارات والديانات على خلفية احداث سبتمبر التي دمرت جسور التواصل بين الشرق والغرب ووضعت الاسلام كديانة تحث على العنف والقتل والتدمير، وقد قام الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة مؤخرا برعاية حلقة نقاش بعنوان “النهوض بحوار الأديان على المستوى العالمي: التعلم من الدوحة” وذلك بالتعاون مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ومؤسسة “أديان من أجل السلام” الأمريكية، وذلك في مقر الأمم المتحدة بحضور حوالي سبعين شخصا من ممثلي الدول والمنظمات غير الحكومية وممثلي الأمم المتحدة فضلا عن الزيارات التي قام بها عدد من العلماء للمركز والعدد الكبير من المهتمين بقضية حوار الاديان الذين زاروا المركز مؤخرا والنقاشات الهادفة التي قام المركز برعايتها لخدمة قضية حوار الاديان.

الى ذلك نظم المركز في الفترة الاخيرة عددا من الندوات كان ابرزها ندوة قضايا حوار الأديان ثقافة وإعلاما التي شارك فيها عدد من العلماء والباحثين بجانب محاضرة تحت عنوان “قرطبة في التاريخ الاسلامي ومساهمة مسلمي قرطبة في النهضة الاوروبية”، استعرضت الدور الكبير الذي لعبته الحضارة الاسلامية في الاندلس من دور كبير في آراء الحضارة الاوروبية وأن الحضارة الاسلامية في الاندلس كان لها اليد الطولى على اوروبا واستطاعت ان تؤسس علاقات دبلوماسية وثقافية وفكرية متميزة مع اوروبا والعالم قاطبة بجانب التأثير الكبير الذي أحدثه العلماء المسلمون بقرطبة على العلماء والباحثين في اوروبا وانتشار العلم والفلسفة والطب والصيدلة مثل ابن خلدون وغيره من العلماء، وقال: ففي الوقت الذي كانت فيه اوروبا تصدر مئات الكتب كانت تخرج من قرطبة ملايين الكتب والمؤلفات مما اثرى الحضارة الغربية والاوروبية بهذه المؤلفات عن طريق ترجمتها الى اللغات الاوروبية مما كان له اكبر الاثر على تلك الحضارة الى يومنا هذا.

ويعتبر مؤتمر الدوحة الدولي لحوار الاديان من اهم الاجتماعات السنوية الداعية لاعلاء قيمة الحوار بين الثقافات والاديان حتى اصبح المؤتمر احد اهم الادوات الاساسية في الجهود العالمية الرامية لصون السلم والامن الدوليين، وبفضل المؤتمر الذي درج مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان سنويا اصبحت دولة قطر من الدول الرائدة في مجال حوار الاديان.

جدير بالذكر ان مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان تأسس كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة الخامس لحوار الأديان، الذي عقد في الدوحة شهر مايو 2007 وتم افتتاحه رسمياً في 14 مايو 2008 بهدف نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الإنسانية جمعاء.. ويسعى المركز لحوار بناء بين أتباع الأديان من أجل فهم أفضل للمبادئ والتعاليم الدينية لتسخيرها لخدمة الإنسانية جمعاء، انطلاقاً من الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلافات، وذلك بالتعاون مع الأفراد والمؤسسات ذات الصلة.

ويهدف المركز بان يكون نموذجاً رائداً في تحقيق التعايش السلمي بين أتباع الأديان ومرجعية عالمية في مجال حوار الأديان.. كما يطمح المركز لان يكون منتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية وتوسيع مضمون الحوار ليشمل الجوانب الحياتية المتفاعلة مع الدين وتوسيع دائرة الحوار لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين القيم الدينية والقضايا الحياتية.

(الشرق)

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.