انعقد بتنظيم قطري طاجيكي مشترك الدوحة لحوار الأديان يشارك بورقة عمل في مؤتمر مكافحة الإرهاب

10 مايو انعقد بتنظيم قطري طاجيكي مشترك الدوحة لحوار الأديان يشارك بورقة عمل في مؤتمر مكافحة الإرهاب

النعيمي: تعزيز الحريات هو الخطوة الأولى في منع التطرف العنيف

شارك مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في المؤتمر الدولي حول مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف: من النظرية إلى الممارسة والذي انعقد في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، بتنظيم قطري طاجيكي مشترك، وبلغ عدد المشاركين في المؤتمر نحو 400 شخص ينتمون إلى نحو 42 دولة، و35 منظمة، بما فيها الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

وخلال المؤتمر تقدم أ.د.إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بورقة عمل، أكد فيها على أهمية مكافحة الإرهاب، فكريا وثقافيا، وتجفيف منابع تمويله، كما يواجه أمنيا.

وفي تصريح له حول أهمية المؤتمر، ومشاركته، قال أ.د. إبراهيم النعيمي: المؤتمر مهم للغاية، وتأتي مشاركة قطر في تنظيمه استمرارا للجهود القطرية الواضحة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.

وأشار رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إلى أن الإرهاب قبل أن يكون قضية أمنية فهو بالأساس قضية فكرية، فيجب أن تتم معالجته من كافة الاتجاهات، ومن الضروري وضع مفهوم محدد وواضح للإرهاب، وعدم الاتهام بالإرهاب طبقا لتوجهات سياسية أو أغراض خاصة بتحقيق مصالح معينة.

وفي الورقة التي تقدم بها الدكتور ابراهيم النعيمي، بدأ بتحرير المصطلحات والمفاهيم حيث قال : بادئ ذي بدء ، لنبدأ من فهم مشترك ، ماذا نعني بـ “التطرف العنيف” و “التطرف”؟، يشير التطرف العنيف إلى معتقدات وأفعال الأشخاص الذين يدعمون أو يستخدمون العنف بدوافع أيديولوجية لتحقيق وجهات نظر أيديولوجية أو دينية أو سياسية راديكالية.

وتابع الدكتور النعيمي محللا أسباب ظاهرة التطرف: في عالمنا المعولم ، نواجه تحديات عالمية ، يعبر عنها بخروج العنف، من الشائع أن نصف الدين كمصدر للصراعات ، وهذا ليس صحيحًا دائمًا، في الواقع في العديد من الحالات ، ما يسمى بالعنف الديني ، تهدف إلى أهداف مريبة وغير أخلاقية يرفضها الدين نفسه.

وأضاف: يجب أن نناقش أفضل طريقة لهزيمة التطرف العنيف وخطاب الكراهية ورهاب الإسلام الذي يهدد أمن واستقرار مجتمعاتنا، من خلال تعزيز الثقافة السلام والتسامح والمحبة، من خلال التعليم وكذلك السياسات، كما نحن بحاجة أيضا إلى تحليل جذور هذه التحديات التي قد تكون: الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والهوية الثقافية.

ومن الحلول التي اقترحها د. إبراهيم النعيمي لحل مشكلة التطرف والإرهاب: لحل القضية لا يجب التركيز على عامل واحد مثل الدين ، ولكن كما نعلم فإن الأسباب متعددة، لذلك يجب أن تكون الحلول شاملة، حيث من الضروري العمل عن كثب مع الجهات الفاعلة الرئيسية في المجتمع ، والزعماء الدينيين ، والأكاديميين والباحثين المعنيين.

وأشار إلى أهمية التركيز على الحوار، قائلا: فهم التنوع الثقافي للتعامل مع جميع المشاكل الاجتماعية، وتمكين قادة المجتمع من أن يكونوا فعالين في المصالحة والوساطة ، في حالة النزاع، كما نحن بحاجة إلى اعتماد موقف النقد الذاتي، ويقع على عاتق الزعماء الدينيين مسؤولية خاصة تتمثل في جلب الميول التي تكمن في صميم كل التقاليد الدينية التي تتحدث عن حتمية التعاطف واحترام الآخرين.

ومن الحلول الأخرى، قال رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: نحن بحاجة إلى تطوير القاعدة الذهبية، أو الحكمة التي تقول: ” تعامل مع الآخرين كما تحب أن يعاملك الاخرون”، هذا هو ، في الواقع ، جوهر الإيمان، فنحن بحاجة أيضا إلى هزيمة ثقافة العنف السائدة اليوم ، من خلال التركيز على ثقافة الحوار بين أتباع الأديان، لتعزيز التسامح والسلام التي تبدأ بقبول الآخرين ، مع اختلافاتهم وتناقضاتهم ، والفهم المشترك، والتأكيد على التنوع البشري، وثرائهم، فهذه إرادة الله.

وعن أبرز مبادرات مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في محاربة التطرف، قال الدكتور إبراهيم النعيمي : سعى مؤتمر الدوحة الثالث عشر لحوار الأديان لاستكشاف الترابط بين الأديان وحقوق الإنسان، وكيف يمكننا أن نبني من هذا الترابط، تحالفًا وقائيًا قويًا ضد الإرهاب والتطرف العنيف والتطرف.

وقال النعيمي: نعتبر أن تعزيز الحريات هو الخطوة الأولى في منع التطرف العنيف والتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب، كمثال لنشر ثقافة التسامح، نرى أن الطاولات المستديرة بين الجاليات في قطر ، سبيل مؤكد لتعزيز ثقافة التسامح والمحبة، وكذلك يعتبر تعزيزا للتفاهم المشترك والاحترام المتبادل.

(مؤتمر مكافحة الإرهاب)

مثل قطر في المؤتمر سعادة السفير الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، وشهدت فعاليات المؤتمر مشاركة دولية واسعة.

وأشار المشاركون بالمؤتمر إلى ضرورة رعاية الذين تركوا الجماعات الإرهابية، وعادوا إلى بلدانهم، والعمل على احتوائهم، وتعليمهم، ودفعهم كي يصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم، حتى لا يجدوا الطرق مسدودة أمامه، فيعود من جديد للالتحاق بتلك الجماعات.

واستهدف المؤتمر التصدي للتحديات الأمنية التي تواجه بلدان العالم، وتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب والراديكالية والتطرف العنيف، باعتبارها المغذي الرئيسي لعدم الاستقرار في أجزاء كثيرة من العالم.

كما هدف إلى خلق فهم مشترك للتحديات الحالية واستكشاف الفرص لتعزيز الشراكة والتعاون على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتقاسم الفرص والتحديات في تنفيذ استراتيجية طاجيكستان الوطنية لمكافحة الإرهاب.

وتؤكد دولة قطر في مناسبات مختلفة إدانتها ورفضها القوي لجميع أشكال الإرهاب.. وهي تواصل الاضطلاع بدور نشط في الحفاظ على الأمن ومكافحة ظاهرة الإرهاب، وتواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف من خلال التعاون الثنائي والإقليمي والمتعدد الأطراف.

وبموازاة ذلك، وضعت قطر اتفاقيات تعاون ثنائية مع عدة بلدان من أجل تبادل أفضل للمعلومات، ولاسيما منع أنصار داعش من الحصول على التمويل، وإلى جانب التزامها القاطع في إطار هذا التحالف الدولي، عملت قطر منذ سنوات عديدة على مكافحة آفة الإرهاب على الصعيد الوطني من خلال إصدار قوانين لمكافحة الإرهاب وتمويله.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.