انطلاق مؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الأديان

25 مارس انطلاق مؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الأديان

وسط استحضار تداعيات صراعات المنطقة، انطلقت بالعاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء أعمال النسخة الحادية عشرة من مؤتمر حوار الأديان بمشاركة نخبة من العلماء والدعاة والقساوسة والحاخامات.

ويهدف المؤتمر -الذي يستمر يومين- إلى التأكيد على وحدة مقاصد الشرائع السماوية، وخطر ثقافة الكراهية والتعصب، كما يناقش عدة محاور تتعلق بعلاقة الشباب بالدين وإمكانية دفعهم للعب دور بارز في إنجاح حوار الأديان.

وقد أعلن وزير العدل القطري حسن لحدان المهندي استضافة النسخة الحالية من المؤتمر نخبة متميزة من علماء الشرائع السماوية والخبراء في حوار الأديان لتأدية رسالتهم واستنهاض الشباب لأجل خلق عالم يسوده الحب والاحترام.

مآذن وكنائس
وذكر المهندي أن الرسالة المحمدية تقوم على الحوار والتواصل مع مختلف الديانات، مشيرا إلى أنها عكست نموذجا رائعا للتعايش الديني تجلى في تجاور المآذن والمعابد والكنائس في القدس والقاهرة ودمشق وبغداد.

وأكد أن المؤتمر ينعقد في ظل أجواء من العنف يغذيها الترويج لثقافة الكراهية والتطرف والإرهاب، مما يتناقض مع قيم الأديان العظيمة، مرجعا الصراعات العنيفة في العالم العربي إلى غياب الحوار، “مما أدى لحروب طائفية تسعى الأنظمة المستبدة لاستغلالها بصورة بشعة”، حسب قوله.

وفي إطار احترام الأديان، ذكّر المهندي بنجاح قطر في إطلاق سراح الراهبات اللائي خطفن في مدينة معلولا السورية دون إراقة دماء من منطلق واجبها الديني والإسلامي واستجابتها لتعاليم الإسلام التي تؤكد على حماية أرواح الأبرياء.

وشدد على أن قطر “ستمضي في دورها الواضح الذي اختارته لنفسها” بنشر ثقافة السلام والحوار من خلال مبادرات المصالحة والإخاء في كل مكان.

أما رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحرية الأديان إبراهيم بن صالح النعيمي فقال إن غياب روح الأخوة وراء الظلم والصراعات، مما يضيف على رجال الدين واجب إطفاء نار الكراهية والبغضاء.

ولعكس المشترك بين أتباع الديانات، قال النعيمي إن مقاصد الشرائع السماوية واحدة، وتتمثل في العفاف والفضيلة والتوحيد والتكامل بدليل قوله تعالى مخاطبا النبي محمدا صلى الله عليه وسلم {ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك} فصلت: 43.

ممارسات سطحية
بدوره، قال وزير الشؤون الدينية في تونس منير التليلي إن الأديان تواجه مصاعب عديدة، وينبغي أن تجيب عن تحديات، أهمها الإصلاح لتجاوز الممارسات السطحية والحلول المضللة التي تدفع للفشل.

وطالب التليلي المشاركين في المؤتمر بلفت انتباه الشباب إلى أن الديانات السماوية ليست متنافرة، لأنها كلها تهدف إلى بناء إنسان ثابت في الأرض ومتصل بالسماء رغم خصوصياتها في المنهاج والتشريع.

ورأى رئيس أساقفة الكاثوليك بنيجيريا الكاردينال أوناياكن جون أولورونفامي أن تنظيم المؤتمر في هذه الظروف يعكس المكانة التي يحظى بها رجال الدين في العالم وقدرتهم على تزكية وتهذيب المجتمعات.

وطالب الكاردينال بإبعاد الشباب عما يضللهم، ودفعهم للإسهام بشكل بارز في حوار الأديان، قائلا إن عيسى عليه السلام بدأ حياته العملية في مرحلة الثلاثين من العمر.

بينما قال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي بفلسطين يوسف دعيس الشيخ إن المؤتمر يمثل أهمية كبيرة في هذه الظروف العصيبة، وينبغي توظيفه للتعريف بالإسلام كدين سمح يعلي من النهج الإنساني.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن المؤتمر يمكّن الفلسطينيين من تعريف العالم باستغلال إسرائيل للدين من أجل انتهاك المقدسات وقتل النساء والأطفال وتعذيب وسجن الأبرياء.

عصور ذهبية
أما أستاذ الديانة اليهودية بالشرق الأدنى في جامعة برينستون الأميركية مارك كوهين فقال إنه يؤكد لطلابه منذ عقود أن اليهود عاشوا عصرا ذهبيا في الحضارة الإسلامية ولم يتعرضوا لأذى ولا مضايقات خلافا لما تدعي الصهيونية اليوم.

وقال كوهين إن علاقات الجانبين في القرن العشرين مثيرة للجدل، لأن اليهود يعتبرون القرآن أساسا لخصومتهم مع المسلمين ويحاولون التصرف على النقيض مما عاملتهم به الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى.

(الجزيرة)

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.