دورة تأهيل المُحاور المتميز

بمشاركة 20 مدرسة ثانوية و48 طالب وطالبة

مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ينظم دورة تدريبية للطلاب بعنوان تأهيل المحاور المتميز

 

 

في إطار تعزيز قيمة الحوار لدى الأجيال الجديدة، وتنمية أدواته، نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، دورتين تدريبيتين لطلبة وطالبات المدارس الثانوية، تناولت موضوع تأهيل المحاور المتميز.

شارك في الدورة التدريبية 20 مدرسة ثانوية للبنين والبنات، وقد استضافت مدرسة آمنة بنت وهب الثانوية للبنات، الدورة الخاصة بالطالبات، فيما استضافت مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية دورة الطلاب، وذلك بمشاركة نحو 48 طالب وطالبة.

تناول البرنامج التدريبي الذي انعقد على مدار يومين، مواضيع متنوعة، كان من بينها مقدمة عن مفهوم الحوار وأساسياته، قدمها د. أحمد عبدالرحيم الباحث بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان.

فيما ركزت المدربة فاطمة الحرمي على خطوات بناء الفرد الفعال، وكيف يكون الطالب إيجابيا ومحبوبا، كما تطرقت إلى بناء العلاقات، وأهمية أن يكون الطالب قدوة، كما ركزت على موضوع الاختلاف وأجابت عن مفهوم فلسفي يتعلق بموضوع “لماذا خلقنا مختلفين؟”، ومن ثم تطرقت إلى كيفية التعامل مع المحاور المختلف عنا.

ومن جانبه قدم الدكتور بدران مسعود بن لحسن الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة محاضرة عن الأديان، المشترك بينها والمختلف، وركز على أهمية الحوار في المشتركات.

وعن أهمية عقد هذه الدورات التدريبية، قالت نادية الأشقر مسؤولة تنسيق شؤون مؤتمرات بمركز الدوحة الدولي للحوار: تأتي الدورات التدريبية لطلاب المدارس على رأس أولويات مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وهي تهدف لنشر ثقافة الحوار والتسامح الديني مع الطرف الآخر في البيئة المدرسية بما يتناسب مع المفاهيم الاسلامية لتنشئة جيل منفتح بفكره الإسلامي ثقافيًّا وحضاريًّا على الآخر بكل ثقةٍ وبلا تحفظ أو إقصاء للآخرين، وهي بمثابة حملة توعوية لتعريف طلاب المدارس بمفهوم ثقافة الحوار بين الأديان، وأهمية تعزيز التعايش السلمي بين معتنقي الأديان المختلفة، وقبول واحترام الآخرين وترسيخ ثقافة الحوار الديني.

وأضافت نادية الأشقر :  هي محاولة من المركز لتفعيل القيم الدينية المشتركة؛ والمساهمة في معالجة المشكلات البشرية التي يعاني منها العالم الآن،كما تهدف تلك الدورات كذلك إلى توعية النشء بضرورة احترام الديانات الأخرى وكيفية التعامل مع معتنقيها والانفتاح على الشعوب الأخرى دون التخلي عن هُويته الدينية الإسلامية التي يجب أن يفخر بانتمائه إليها ويعتز بها.

ومن جانبه، قال د. أحمد عبدالرحيم الباحث بمركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: الحوار أصلٌ إسلاميٌّ ثابت، كما أنه أصل إنساني لا غنى عنه؛ لتحقيق السلام والتعايش وقبول الآخر؛ إيمانا بسنة الاختلاف بين البشر التي أرادها الله عز وجل، كما لا غنى عن الماء والهواء للحياة؛ من هنا كان هذا البرنامج، وكانت أهميته لبيان هذا الأصل، والاجتهاد في البحث لمعرفته علما وعملا لكل المسلمين وحتى غيرهم.

وأضاف د. أحمد عبدالرحيم: أهمية الحوار تكمن في الأساس في أنه أحد أهم وسائل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى التي لا يقوم مقامها غيره؛ ولنعترف أن الواقع الإسلامي المعاصر يجعلنا نوقن أن الحوار قد صار في الوقت الحاضر ضرورة أكثر من أي وقت آخر؛ لما نلمسه من خلط للمفاهيم الإسلامية، فكيف يتحقق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيًّا كان شكلهما بدون الحوار والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لبيان الحق كي يرجع صاحب المنكر إلى المعروف وينتهي صاحب المنكر عن المنكر.

وختم د. أحمد عبدالرحيم كلمته قائلا:  من الجانب الإنساني فإن الحوار يتحقق به احترام كرامة الإنسان وتأصيل المحبة والأخوة الإنسانية حتى بين المختلفين، فبالحوار تفتح الطرق التي تؤدي إلى حسن التلاقي والاستجابة وتوضيح المواقف وجلاء الحقائق وهداية العقول، فالجسور التي تبنى بين الثقافات والحضارات هي في الحقيقة لا يمكن أن تبنى إلا بالحوار.

وخلال الدورة، قالت المدربة فاطمة الحرمي: الفرد هو لبنة بناء الأسرة،  والأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، والمجتمع لبنة بناء الأمة، وإن الأمم لا تنهض إلا بسواعد شبابها، ومن هنا تأتي أهمية بناء الفرد الفعال في المجتمع من خلال تغيير خمسة أمور أساسية في حياة الفرد العادي ليصبح بذلك فرداً فعالاً يفيد مجتمه ويعود عليه بالنفع ويساهم في نهضته.

وقالت الحرمي: إن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين منذ أن خلق آدم وحواء ( الذكر والأنثى)، من هنا بدأ الاختلاف للتكاثر، ولإعمار الأرض وللاستفادة من خيرات الطبيعة، وحقيقة فإن الاختلاف نعمة إلهية وتكريم من الله للبشرية، فكيف للعالم أن يستمر إذا أتقن جميع البشر نفس الوظيفة، أو أحب جميع البشر نفس المهنة، أو وُحدت الألوان والأشكال.

كما أكدت المدربة فاطمة الحرمي: على ضرورة الإنصاف مع المخالفين، و مراعاة المصالح والمفاسد وأيضا معرفة لغة المتكلم وحقيقة رأيه، بالإضافة إلى التسلح بالأدلة والبراهين.

من الجدير بالذكر أن الدعوة للحوار باتت ضرورةً مُلحة، تفرضها الصراعات الحضارية القائمة، وتقتضيها المشاكل والأزمات الدولية المتتابعة، فظهرت اتجاهاتٌ عديدة، تسعى إلى تحقيق التقارب والتفاهم والاحترام المتبادل.

كما صدرت الكثير من العهود والمواثيق والإعلانات الدولية التي تُعلي من شأن حقوق الإنسان، وتجرم الحروب والعنف ونعرات الاستعلاء والعنصرية، مما ساهم في تعزيز نزعة السلام، والتعاون والحوار، وخلق أملٍ في مستقبلٍ تلوح فيه تباشير أفول نظريات الاستبداد، وانحسار أنماط الهيمنة، وتزايد الاعتراف بالتعددية الدينية، والثقافية والحضارية.  

ولذلك أصبح من الضروري تنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة الحوار، وتمكينه من أدواته، كي يتمكن من التعايش بشكل إيجابي مع الآخر من جهة، وفي ذات الوقت يكون مدركا بشكل واعي لقيمه وهويته العربية والإسلامية.