مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يشارك بورقة علمية في “ندوة العقد الدولي للتقارب بين الثقافات” التي نظمتها وزارة الثقافة القطرية

23 أكتوبر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يشارك بورقة علمية في “ندوة العقد الدولي للتقارب بين الثقافات” التي نظمتها وزارة الثقافة القطرية

ألقى سعادة الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان ورقة علمية في الندوة العلمية التي نظمتها وزارة الثقافة بالدوحة يوم الأحد الموافق 16 من شهر أكتوبر 2022. وهي ندوة تأتي ضمن جهود وأنشطة وزارة الثقافة في تنظيم سلسلة من الندوات ذات الصلة بـــ العقد الدولي للتقارب بين الثقافات 2013 – 2022. حيث اعتمدت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2012 الفترة بين عامي 2013-2022 لتكون “العقد الدولي للتقارب بين الثقافات”. والذي أُسس على الزخم الكبير المترتب على العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف من أجل أطفال العالم (2001-2010) والسنة الدولية للتقارب بين الثقافات (2010).

يذكر أن العقد الدولي للتقارب بين الثقافات يهدف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة ما يشهده العالم من صراعات محتدمة وأعمال عنف وتعصب، والسعي على أن تتعاون الشعوب والأمم فيما بينها من أجل تنمية وعي عالمي شامل بعيد عن الصور النمطيّة والأحكام المسبقة. وهو بمثابة التزام بالمبادئ الإنسانيّة مثل الكرامة الإنسانيّة وروح المشاركة والتضامن، حيث تعدّ هذه القيم أساس التعايش الإنساني في جميع المعتقدات والأيديولوجيات العلمانيّة. واعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو في شهر نيسان/ أبريل 2014 خطة عمل لذلك.

جاءت هذه الجلسة التي تعدّ الرابعة ضمن سلسلة ندوات وزارة الثقافة ذات الصلة بالعقد الدولي للتقارب بين الثقافات بعنوان: التنوع الثقافي للتقارب بين الثقافات. أدارتها السيد جمال فايز السعيد، مدير مشروع الندوات الثقافية بإدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة. وتحدث فيها كل من سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان والدكتور نوزاد عبدالرحمن الهيتي خبير باللجنة القطرية لتحالف الحضارات، والسيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة.

“التنوع الثقافي والتعددية الدينية” كان عنوان الورقة الأولى التي شارك بها رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان. واستهلّ حديثه ببيان أهمية الحدث، حيث: “يعين على تكريس إحدى أهم القيم الإنسانية، والتي تعكس ثقافة المجتمع القطري وما تربّوا عليه وتوارثوه من أخلاق إسلامية وعربية نبيلة كابرًا عن كابر، والتي تسهم أيضا في بناء حضارة إنسانية عالمية، وتتناسب مع الوقت الراهن والواقع المعاش”.

وربط سعادة الدكتور إبراهيم كلمته برؤية قطر 2030 إذ قال: “تعزيز روح التسامح والانفتاح على الآخرين عنصر مهم في ركن التنمية الاجتماعية والذي يعدّ أحد الأركان الأربعة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، بجانب كل من التنمية البشرية، والتنمية الاقتصادية والتنمية البيئية”. مؤكدا أن مصطلح التنوع الثقافي وغيره من المصطلحات ذات الصلة أتى لمواجه كتاب “صراع الحضارات”، لمؤلفه المشهور صامويل هينتنغنون الذي نشر سنة 1996، والتصدى لفكرة الصراع أو الصدام، وأتى المصطلح أيضا لإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية وإلى السلم والتعايش بعد حادثة 11 سبتمر 2001.
وأشار الدكتور إبراهيم في حديثه إلى أن التنوع والتعددية سنة كونية وظاهرة صحية أثبتها القرآن الكريم مبينا أن الناس جميعا من أصل واحد ومن هذا الأصل انبثق التنوع والتعدّدية، مؤكدا أن إثبات التنوع الثقافي في الواقع وإقرار الإسلام به: “لا يعني التنازل عن الهُوية أو المبادئ الدينية أو الثقافة الشخصية والوطنية، بل يعني في حين أعتز أنا بثقافتي وهويتي لا أتطرف وألغي هذا الحق للآخر”.

ومن أهم ما تطرق إليه حديث رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بيانه جهود دولة قطر في مجال التنوع الثقافي والتعددية الدينية، والتي تتماشى مع الأخلاق الإسلامية والقيم العربية الأصيلة: “فدولة قطر تتعامل مع القضايا المتعلقة بالتعددية والتنوع بالتعايش والتسامح وقبول الآخر، وبالمدنية والحضارة والكرامة. ونحن في مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان نسعى من خلال أنشطتنا وبرامجنا إلى تجسيد هذه الحقيقة”.

وقد كانت الندوة غنية وثرية بمداخلات الحضور ومساهماتهم وتفاعلهم، وقيمة بالأوراق المقدمة وما حملت من أفكار وطرح، حيث خُصصت الجلسة لنخب دولة قطر والمعنيين بموضوعات الثقافة والحوار والتنوع فيها. يذكر أن ورقة الدكتور نوزاد عبدالرحمن الهيتي الخبير الاقتصادي باللجنة القطرية لتحالف الحضارات حملت عنوان: “الثقافة والتنمية المستدامة”، تحدث فيها عن خلفية المصطلح والاهتمام العالمي به وعن جهود دولة قطر المحلية والعالمية لمتعلقة بمراعاة الاستدامة والثقافة. وأتت ورقة السيدة مريم ياسين الحمادي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة بعنوان: “التنوع الثقافي وتعزيز التعبير”، تطرقت فيها إلى آليات تعزيز الفهم والتعاون من أجل السلام بين الثقافات، وعن التحديات التي يواجه في سبيل تحقيق التعايش، ومنهجيات تقييم الإشكالات للوصول إلى أفضل الحلول، وأبرزت أهم أنشطة دولة قطر المرتبطة بالتعبير الثقافي، والدور القطري في ذلك محليا وعالميا.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.