مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يشارك في القمة العالمية للحرية الدينية

10 أغسطس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يشارك في القمة العالمية للحرية الدينية

شارك مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان من بين 80 منظمة أخرى في القمة العالمية للحرة الدينية 2021 التي انعقدت في الفترة من 13 إلى 15 يوليو في فندق (أومني شورهام) في العاصمة الأمريكية واشنطن، وقد جاءت القمة تحت شعار “الحرية الدينية للجميع في كل مكان وكل وقت”.

وتعد هذه القمة واحدة من أكبر منصات الحرية الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويشترك في رئاستها السيد سام براونباك السفير السابق المتجول للحرية الدينية الدولية، والسيدة كاترينا سويت رئيسة مؤسسة لانتوس لحقوق الإنسان. وعُقدت القمة بمشاركة مجموعة واسعة من القادة المعنيين بالحرية الدينية، بمن فيهم وزراء الخارجية، وممثلي المنظمات الدولية، والزعماء الدينيون، وقادة من المجتمع المدني والمؤسسات الدينية؛ وذلك لمناقشة التحديات، وتحديد طرق ملموسة لمكافحة الاضطهاد الديني والتمييز، وضمان مزيد من الاحترام للحرية الدينية للجميع.

وقد دُعي للقمة وشارك فيها الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الاديان.

ركزت القمة على هدفين رئيسيين: الأول: إنشاء تحالف من المنظمات الفاعلة في قضية الحرية الدينية في جميع أنحاء العالم”، والثاني: زيادة الوعي العام الدولي وتعاون القوى السياسية لتعزيز الحرية الدينية الدولية، وإحداث تغيير حقيقي وإيجابي، وظهور نتائج ملموسة لذلك.

ولأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد رفع قيود فيروس كورونا، وعلى مدار الأيام الثلاثة، حضر أكثر من (200) متحدث من بينهم الدالاي لاما الرابع عشر، ووزير خارجية الولايات المتحدة السابق مايكل بومبيو، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي (ألقت كلمة بالفيديو)، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ( ألقى كلمة بالفيديو)، والمقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد أحمد شهيد ، والإمام التنفيذي للمجتمع الإسلامي في منطقة دولس، الإمام محمد ماجد، وكذلك ممثلة عن المرأة الأويغورية تورسوناي زياودون. كما عقدت القمة فعاليات جانبية ودورات تدريبية محددة تهدف إلى تمكين القادة الشباب المدافعين عن الحرية الدينية.

وقد تطرق النقاش في اليوم الأول للقمة إلى المواضيع التالية: الحرية الدينية في الهند: التحديات والفرص ، التهديدات الناشئة للحرية الدينية من السياسات التوسعية، وضحايا الإبادة الجماعية المنسيون ، مقاطعة أولمبياد بكين ، العبودية والاضطهاد في نيجيريا والحرية الدينية في الصين.

كما غطى اليوم الثاني الحرية الدينية في جنوب آسيا، والاضطهاد المسيحي المسلح في أفريقيا، وكسر الصمت بشأن الاضطهاد ضد المسيحيين، والتجريم للصين لاضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية، وموجة الاضطهاد المتصاعدة في الهند.

كما تناول اليوم الثالث والأخير كيف يمكن للطلاب والمهنيين الشباب إحداث فرق بوعيهم لتعزيز الحرية الدينية، ودور الطاولات المستديرة للحرية الدينية IRF في مستقبل العلاقات الدولية، كما تم مناقشة أسباب الصعوبات التي تؤدي إلى إفشال جهود تعزيز الحرية الدينية الدولية على مدار الجيل الماضي، وكيفية التعلب عليها، كذلك كيف يمكن للسياسة الأمريكية المتطورة أن تدعم الحرية الدينية في الشرق الأوسط. كما تم الإشادة بجهود 5 شخصيات ساهموا في إحداث تغيير في مجال الحرية الدينية.

وكان من بين المواضيع التي ناقشتها القمة موضوع الحرية الدينية ومكافحة التطرف والإرهاب، والتحديات القانونية للحرية الدينية، والدعوة إلى المساواة في الحقوق للجميع، والحفاظ على التراث الثقافي وتقديم الدعم والرعاية لضحايا العنف الديني أو الاضطهاد.

وسلطت القمة الضوء على الحاجة إلى بناء علاقات بين المجتمعات الدينية في جهد موحد لحماية القيم الإنسانية والحرية الدينية. كما سلط الضوء على قضية الأويغور بشأن الاضطهاد الديني والثقافي والعرقي الذي يحدث في ظل الحكومة الصينية منذ عام 2016؛ حيث صعدت تورسوناي زياودون وهي إحدى الناجيات من معسكرات الإيغور، على المسرح وخاطبت الجمهور بالحقائق التي تواجهها هي وشعبها، مع 1. 3 مليون محتجز في معسكرات الاعتقال، من نساء اغتصبوا وعقموا قسرا.

كذلك استضافت القمة الناشطة الحقوقية نسرين رشو إحدى الناجين الأيزيديين من الإبادة الجماعية خلال سيطرة داعش في العراق، والتي شاركت قصتها عن الاضطهاد وقصة رفيقاتها الأيزيديات في العراق. على مدار سبع سنوات، وما زال شعبها نازحًا ومفقودًا ومجهول المصير ومجبرًا على العيش في مخيمات اللجوء خلال فصول الصيف والشتاء وتقلبات الجو القاسية. كما تم إبراز المجتمعات الدينية المضطهدة الأخرى.
وفي إطار السعي لإحداث التغيير، أعلنت القمة عن عشر مبادرات عالمية متعددة الأديان على شكل طاولات مستديرة خلال العام تناقش قضايا الحريات الدينية ومن بينها: إنشاء شهادة التجارة العادلة “للحرية الدينية”، والتعرف على الإبادة الجماعية والتصدي لها، ومجموعة المراقبة العالمية لإنهاء العنف الديني، وميثاق الحرية الدينية، والدعوة للإفراج عن سجناء الرأي.

جدير بالذكر أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يعمل منذ فترة طويلة على تعزيز التفاهم المتبادل بين مختلف الطوائف الدينية منذ تأسيسه في عام 2007، وهو أحد المؤسسات الرائدة في مجال حوار الأديان في العالم العربي، كما يقف المركز بحزم ضد الاضطهاد الديني والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهو يواصل رفع صوته بالإدانة ضد مرتكبي مثل هذه الجرائم. كما يتصدى المركز لكافة سبل خطاب الكراهية ويستنكر دورها في إثارة العنصرية، وفي إطار جهوده المستمره لتعزيز الحوار الديني وتحقيق التعايش السلمي ، يستضيف المركز مؤتمرًا سنويًا حول الحوار بين الأديان يجتمع فيه القادة الدينيين والمسؤولين والأكاديميين للتباحث حول القضايا التي تهم المجتمعات الدينية في الشرق الأوسط وحول العالم. علاوة على ذلك يعقد المركز أيضًا بصورة مستمرة دورات تدريبية وطاولات مستديرة مجتمعية وندوات محلية حول القضايا ذات الاهتمام المحلي، كذلك يصدر المركز مجلته الأكاديمية الدولية (أديان )، بالإضافة إلى المنشورات الأكاديمية الأخرى التي تساهم في إيجاد منصة للنقاش حول قضايا الحوار الديني.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.