الدوحة الدولي لحوار الأديان ينظم الطاولة المستديرة الثامنة

05 ديسمبر الدوحة الدولي لحوار الأديان ينظم الطاولة المستديرة الثامنة

– النعيمي : انصهر الجميع مواطنين ومقيمين في بوتقةٍ واحدةٍ شعارها حب قطر
– مكاريوس: الحصار ساهم في تعزيز قدرة قطر وإمكاناتها نحو الاكتفاء الذاتي
– الخليفي: الحصار خرق لمبادئ وقواعد القانون الدولي والأسس الحاكمة للعلاقات بين الدول
– العبدالقادر: الحصار اتباع للهوى وسعي للهيمنة من قبل الدول الأربعة
– الكحلوت: لم نر أية حملة كراهية منطلقة من قطر
– كيمبل : عندما تشعر الجاليات بأنها جزء من المجتمع تكون مقاومتها للأزمة أكبر

نظم مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، فعاليات الطاولة المستديرة الثامنة للجاليات تحت عنوان الجاليات في ظل الحصار: التضامن والتحديات ، شارك فيها نخبة من المثقفين والرموز الفكرية، من الجاليات، والمواطنين.

وتضمنت الطاولة المستديرة الثامنة، محورين أساسيين، حيث جاء المحور الأول بعنوان التحديات الناجمة عن أزمة الحصار وتأثيرها على الجاليات ، ويتناول هذا المحور 4 قضايا رئيسية، وهي إنتهاكات حقوق الإنسان الناتجة عن حصار قطر، البعد الإنساني للحصار من منظور القانون، التحديات الاقتصادية الناجمة عن أزمة الحصار، إدارة الحكومة القطرية لأزمة الحصار.

فيما جاء المحور الثاني تحت عنوان موقف الجاليات في مواجهة أزمة الحصار والدروس المستفادة منها، ويشمل عدة قضايا، وهي ثبات وصمود الجاليات جنباً الى جنب مع المواطنين، موقف الجاليات ودورها المساند لقطر، الدروس المستفادة من هذه الازمة، مواقف مشرفة للجاليات في الانتماء للأمير ودولة قطر.

(الجلسة الافتتاحية)

وفي كلمته في افتتاح الندوة، قال الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: لقد جاء اختيارُنا لهذا الموضوع؛ استكمالاً لما بدأه مركزُ الدوحةِ الدوليِّ لحوارِ الأديان منذ ثمانية أعوام، حيث بدأت اللقاءاتُ الدوريةُ للطاولاتِ المستديرةِ الخاصةِ بمناقشة القضايا الاجتماعية التي تهمُّ الجالياتِ الموجودةَ في قطر، وتهمُّ أيضًا- ولا شكّ- المجتمعَ القطريَّ بكلِّ مكوناته.

وأضاف النعيمي : ولا يخفى عليكم جميعًا أنَّ أهمَّ القضايا اليوم، التي تمسُّ كلَّ من يحيى على أرض قطر، المواطنين منهم والجاليات، هي (أزمة الحصار) التي لا تزالُ قائمةً حتى الآن مع استمرارها لليوم (177)؛ ولذلك ارتأينا عقدَ هذه الطاولةَ لمناقشةِ تلك الأزمة، ولعلَّ هذه من الفرصِ القليلةِ والمهمةِ التي يتم مناقشةُ أزمةِ الحصارِ بصورةٍ مختلفةٍ عن التناول السياسي والاقتصادي المعتاد، أعني تناولها من خلال أعينِ الجاليات المقيمة في قطر، وآثارِ تلك الأزمةِ عليهم، والتحدياتِ التي يواجهونها في التعاطي معها، وبالطبع موقفِهم منها كذلك، ودورهم الإيجابي فيها، وقوفًا جنبًا إلى جنبٍ مع المواطنين القطريين.
واقتبس النعيمي جانبا من كلمةِ صاحب السمو الأمير المفدَّى حفظه الله في الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة في دورتها (72)، والتي قال فيها:”اسمحوا لي أن أعبرَ عن اعتزازي بشعبي القطري ومعه المقيمون على أرض قطر من مختلف الجنسيات والثقافات على صموده في ظروف الحصار، ورفض الإملاءات بعزةٍ وكبرياء، وإصرارِه على استقلالية قرارِ قطر السياديِّ ورفعةِ أخلاقه.”.

وأكد على أن العبارة تشير إلى أمرين أساسيين، يخصُّ الجاليات، يجدرُ الوقوفُ عندهما، وهما:مخاطبةُ سموِّه للمواطنِ القطريِّ والمقيمِ على أرضِ قطر مخاطبةَ الفردِ الواحد، وليس بأنهما شريكان في التصدِّي لتلك الأزمة فحسب، وإنما هي أزمتهم جيمعًا وهم المتضرِّرون منها. وما أرادته دولُ الحصارِ الجائرِ لم يكن فقط تركيعَ قطر، والتدخلَ في سيادتها الوطنية، وإنما كذلك زعزعةَ تماسكِ وحدتِها، وصلابةِ جبهتِها الداخلية؛ ولذلك جاء اعتزازُ سموه بالمواطن والمقيم على حدٍّ سواء.

أما الأمرُ الآخر، فهو مدى الترابطِ والوحدةِ التي لمسها- سموه شخصيًّا- بين أبناء الشعب القطري والمقيمين، فقد باتَ لا يكادُ يُرى فرقٌ بين مواطنٍ ومقيم، حيث انصهر الجميعُ في بوتقةٍ واحدةٍ شعارها قطر، وقد انعكس ذلك بدوره فيما لمسناه بعد ذلك في مدى المحبةِ والتقديرِ اللذَيْن يحظى بهما صاحبُ السمو من جانبِ كلِّ مَن يعيشُ على أرضِ قطر.

ومن جانبه قال، رئيس الأساقفة بقطر الاب مكاريوس : من دون شك ان الشعب القطري مواطنين ومقيمين قد تاثر بهذا الحصار، الذي فرضته الدول المجاورة منذ يونيو الماضي، ولكننا ننظر للأزمة برؤية إيجابية، فالتعايش بين المواطنين والمقيمين نقطة قوة في مواجهة هذه الازمة.

وقال مشيدا بموقف الدولة تجاه الأديان بأن الجالية المسيحية تقدر المبادرة الكريمة من حكومة قطر، برعايتهم للمسيحيين ليمارسوا عقائدهم بكل حرية، وأشار رئيس اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، إلى موقف الجالية المسيحية، من الحصار، قائلا : إن مجتمع المقيمين يدعمون القطريين منذ بداية هذا الحصار،غير القانوني والأخلاقي منذ يونيو، الذي قسم العوائل، وأجبر الطلاب على ترك دراستهم، وتأثرت الاعمال والتجارة، ومن جانبنا كقادة في الكنيسة طالبنا رعايانا بممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وأن يتجاهلوا كل الإشاعات.
وأشار مكاريوس إلى تأثير الحصار السلبي، وأيضا الإيجابي قائلا : هذا الموقف المؤسف أو الحصار، يؤثر على القطريين والمقيمين على حد سواء، ولكن من جانب آخر فإن هذا الحصار ساهم في تعزيز قدرة قطر وإمكاناتها، نحو الاكتفاء الذاتي، كما ساهم في جعل الدولة تفكر بطريقة جديدة، طبقا لاستراتيجية جديدة.
وختم كلمته قائلا : هذه الفرص لايعني إقصاء أي جهود تصالحية، ونحن نؤمن بأن الحوار هو الحل لهذه الازمة الغير قانونية، كما أدعو لحلول السلام بين كل دول الخليج الشقيقة.

الجلسة الأولى

وفي كلمته ضمن مجريات الجلسة الأولى، تحدث د. محمد بن عبدالعزيز الخليفي عميد كلية القانون قائلا : يعد القانون الدولي المرجع الرئيسي لتنظيم العلاقات الدولية، وتحديد حقوق كل دولة وواجباتها، وكذلك ينظم مختلف المسائل المتصلة بالشؤون الدولية، بل يمتد إلى القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وحفظ كرامته، من منظور أن الفرد يعتبر كيانا هاما في تكوين وبنيان المجتمع الدولي. لذلك فإن حتمية وجود القانون واحترامه في تنظيم الشؤون والعلاقات الدولية يعد أمرا لا غنى عنه.
وأشار الخليفي إلى أن الحصار جاء كإجراء قسري عقابي ضد دولة قطر اتخذته دول الحصار، خاليا من أسباب تبرره، ولقد جاء القرار انتهاكا، ليس فقط لمبادئ وأصول التعامل بين الدول الخليجية التي تحكمها نظم ووثائق تعاونية في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية إضافة إلى أعراف وتقاليد خليجية وعربية سامية، وإنما جاء أيضا خرقا لمبادئ وقواعد القانون الدولي والأسس الحاكمة للعلاقات الودية والتعاون بين الدول في مواجهة النزاعات والأزمات الدولية حال وجودها.

وعن أبرز المخالفات في قرار الحصار، قال عميد كلية القانون في جامعة قطر: مخالفة القرار لأحكام القانون الدولي لحقوق الانسان، ومخالفة القرار لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومبدأ المساواة في السيادة، ومبدأ فض المنازعات بالطرق السلمية، ومبدأ تنفيذ الالتزامات الدولية بحسن نية وعدم التحلل منها بالإرادة المنفردة دون مبرر معقول، ومبدأ عدم التعسف في استعمال الحق.

وأكد د. محمد الخليفي بأن الحصار مخالف تماما لمبدأ احترام وحماية حقوق الإنسان، وعن آلية التحرك في مواجهة قرار دول الحصار من منظور قوانين وأحكام حقوق الإنسان، قال بأن الآلية التي يتعين التماسها هنا، هي تقديم مذكرة إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تتضمن بيانا وافيا ومسببا ومقترنا بالوقائع والأسانيد لكل ما ترتب على قرار وإجراءات الحصار التي مارستها تلك الدول، والمتضمنة انتهاكات لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية بالمخالفة للعهدين الدوليين للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحقوق المدنية والسياسية والاعلان العالمي لحقوق الإنسان فضلا عن انتهاك الوثائق الإقليمية لحقوق الإنسان على المستويات، الخليجية والعربية والإسلامية.
وطالب بأن يكون ذلك مشفوعا بكل الوثائق التي تتضمن رصدا من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وفي مقدمتها اللجنة القطرية لحقوق الإنسان، وغيرها من الجهات ذات الصلة للانتهاكات التي حدثت وتحدث لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية جراء الحصار. وهذا ما أقدمت عليه دولة قطر بالفعل.

ومن جانبه قال د. خالد العبدالقادر عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر : الإنسان قد يخطئ والدول قد تخطئ، وأنا أرى أن الأزمة نتيجة اتباع هوى وسعي للهيمنة، والحصار مخالف لكل الاتفاقيات، وأكد على أن دول الحصار ارتكبت جريمة بحق قطر.

وأشار إلى أن دول الحصار أرادت أن تتعامل مع قطر كغنيمة اقتصادية، فكل الدول الأربعة لديها أزمات اقتصادية، السعودية تعاني من تمويل الصفقة الكبيرة مع الولايات المتحدة نصف ترليون دولار، والبحرين لديها صعوبات مالية، والإمارات تعاني من تمويل الثورات المضادة، كما أن الغيرة لها دور والتخوف من سحب الجاذبية الاقتصادية من دبي إلى دولة قطر.

وذكر العبدالقادر : بأنه كان هناك خطأ كبير في حساباتهم الاقتصادية تجاه قطر، فالكثير من الشركات جاءت إلى قطر، واستطاعت قطر ان تعقد عقودا جديدة في مجال تصدير الغاز، وتنوعت عقودها التجارية مع دول عديدة، والأوضاع الاقتصادية مستقرة.

وعن آثار الحصار، قال : آثار الحصار، مركزة في ثلاث قطاعات، وهي القطاع التجاري، المالي، السياحي، لكن الدولة استطاعت الثبات في كل هذه الجبهات، واستمرت الحياة طبيعية بالدولة، كما شهدنا لحمة كبيرة بين المواطنين والمقيمين.
وعن الواقع الاقتصادي في قطر، قال د.خالد: أعلى معدل نمو اقتصادي، والعملة قوية وثابتة، ومن المتوقع تحقيق نسبة نمو، ودولة قطر لديها أقل نسبة خسائر بين دول الحصار، فثقة المستثمرين أصبحت مخدوشة في دول الحصار، وأنصح بتوجيه الاستثمارات إلى دولة قطر، وأكد على أن الجاليات كانوا خير سفراء لدولهم، ولا خوف على مدخرات المقيمين أو أعمالهم بفضل الله.

وبدوره، قال د.غسان الكحلوت من مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا: : قطر تعرضت لحصار جائر أهدرت فيه كل القيم والأعراف، والجرح كبير، خاصة أنه من إخوة، لكن كل ذلك يهون في سبيل الحفاظ على سيادة الدولة.

واقتبس عبارة “رب ضارة نافعة” التي قالها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه، وأكد على أن الازمة قد ساهمت في تعزيز النمو الاقتصادي، حيث تم افتتاح الميناء، ومتابعة مشروعات كأس العالم، والحفاظ على تصنيفات الصحة والتعليم العالية.

وتمكنت قطر من امتصاص الصدمة والتعايش مع الحروب، فقد كانت هناك حرب اقتصادية على قطر، حرب إعلامية، حرب علاقات دولية، وتعاملت قطر مع كل ذلك بعزة، ورقي، وقوة واحترافية، ولم نر أية حملة كراهية منطلقة من قطر.

وتوقف الكحلوت، مع قوة الديبلوماسية القطرية، قائلا: كانت ولا تزال الديبلوماسية القطرية ناجحة وفعالة خلال الازمة، حيث تمكنت من إيصال وجهة نظر دولة قطر إلى كل دول العالم، عبر وزارة الخارجية بقيادة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية الشاب، كما نجحت الديبلوماسية القطرية بالتواجد الفعال في كل وسائل الإعلام الدولية، والتعامل الفعال مع جهود الوساطة.

(الجلسة الثانية)

وفي كلمته بالندوة، قال سعادة سفير النمسا الدكتور وليام كيمبل: سأتحدث هنا عن الازمات بشكل عام، وليس بالخصوص عن أزمة قطر، في الازمات الجاليات يقدمون دعما للدول المضيفة، والمجتمعات تكون أفضل حالا عندما تكون هناك اهداف جماعية واضحة يتم التواصل حولها.

وأشار سعادة السفير بأن تعامل الجاليات مع الازمة، تأخذ في الاعتبار 5 نقاط، وهي: أولا مستوى التكامل والاندماج، ثانيا- الموقف الشخصي، هل أستطيع أن أنجو من الكارثة والأزمة، ثالثا-هل هناك رؤية واضحة حول إلى أين تتطور الازمة، الأمر الرابع الخطأ والصواب، من المصيب أو المخطئ، الأمر الخامس كيف تتعامل الدولة المضيفة مع الجاليات.

وقال كيمبل: عندما تشعر الجاليات بأنها جزء من المجتمع تكون مقاومتها للأزمة أكبر، وعندما تكون هناك عدالة وشعور بالانتماء يكون هناك موقف ثابت وداعم، وهذا ما نشهده جليا بالنسبة للجاليات المقيمة هنا، ومن يسأل عما إذا كان الوقت مناسبا للقدوم إلى دولة قطر، فإنني أقول بأن الوقت مناسب فعلا للقدوم إلى هنا.

(المشاركون)

شارك في الطاولة المستديرة الثامنة، نخبة من المفكرين، والاكاديميين، والديبلوماسيين، من بينهم سعادة الدكتور إبراهيم صالح النعيمي – رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، وسعادة الدكتور وليام كيمبل سفير جمهورية النمسا في الدولة، ورئيس الاساقفة بقطر مكاريوس رئيس اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية، والسيد حسين أحمد مدير تحرير جريدة البننسولا، والأستاذة أسماء علي الحسن باحثة قانونية باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، والسيد سعد أعوان رئيس التخطيط والتقييم بمؤسسة قطر.
بالإضافة إلى الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي عميد كلية القانون في جامعة قطر، والدكتور خالد العبدالقادر عميد كلية الإدارة والإقتصاد في جامعة قطر، وسعادة السيد/ محمد سرفراز احمد خانزادة السفير الباكستاني السابق في قطر، وسعادة الدكتور/ غسان الكحلوت مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني- معهد الدوحة للدراسات العليا، والأستاذة نيفين ملك رئيس العلاقات الدولية بمركز الدوحة لحرية الإعلام.
وأدار الجلسة الأولى للندوة الدكتور غياد هارون الأستاذ بكلية القانون في جامعة قطر، فيما ادار الجلسة الثانية الاب إيان نيكولسون من اللجنة التنظيمية للكنائس المسيحية.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.