حوار د. إبراهيم النعيمي لـ “الشرق”: خطة لتهيئة شباب قطر للحوار تستبق مونديال 2022م

27 فبراير حوار د. إبراهيم النعيمي لـ “الشرق”: خطة لتهيئة شباب قطر للحوار تستبق مونديال 2022م

د. إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان في حوار شامل ل “الشرق”.
الأمير الوالد أول قائد بالمنطقة يهتم بترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الديانات السماوية.
مركز الدوحة بعد 10 سنوات أصبح إحدى الأدوات لتنفيذ رؤية قطر داخلياً وخارجياً.
نجحنا في تصحيح الصورة عن الجزيرة العربية كمنطقة لاتعنى إلا بالمسلمين.
توجه المرشحين للرئاسة للانعزالية واليمينية أصبح علامة غربية مسجلة “Trade Mark”.
نرفض استغلال أوضاع اللاجئين لتغيير دينهم ونطالب المنظمات بالاقتصار على الدور الإنساني.
2017 — 2022 ستشهد أنشطة محلية كبرى للمركز تعزز الحوار.
نسعى مع فئات الشباب لإيجاد أرضية للحوار بلغة عالمية واحدة تتجاوز الاختلافات.
لسنا جهة دعوية ومهمتنا توضيح رسالة الإسلام للأديان الأخرى.
نرحب بالحوار مع أتباع غير الديانات السماوية في لقاءات دورية بالمركز.
نحن معنيون بالرد على الهجمات الغربية ضد الإسلام ونشر ثقافة التسامح.
ندعو الجميع لمؤتمراتنا بمن فيهم أصحاب الأفكار المخالفة لرأينا.
ورش العمل مظلة أنشأها المركز وجمعت كل أتباع الديانات السماوية والوضعية.
نتعاون مع عدة جهات لتنمية ملكة الحوار والاستماع الجيد لدى الأجيال الشابة.
لنا دور محلي وعالمي نفتخر به ونبحث تطويره بمراحل جديدة.
حوار الجاليات يهدف لترسيخ ثقافة الحوار ونشر التسامح حول العالم.

أكد سعادة الدكتور إبراهيم النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة لحوار الأديان أن المركز يعد إحدى الأدوات لتنفيذ رؤية قطر داخليًّا وخارجيًّا، وكشف في حوار مع “الشرق” عن خطط لترسيخ ثقافة الحوار مع الآخر، خاصة لدى فئة الشباب ضمن خطط تهيئة المجتمع لاستضافة شباب العالم في مونديال 2022م.

وقال النعيمي إن الفترة من 2017- 2022م ستشهد أنشطة محلية كبرى للمركز تعزز ثقافة الحوار وتنمية مهارات الاستماع للآخر، مضيفًا أننا نسعى مع فئات الشباب لإيجاد أرضية للحوار بلغة عالمية واحدة تتجاوز الاختلافات الطبيعية بين البشر.

وأشاد النعيمي بتوجيهات سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والتي كان إنشاء مركز الدوحة لحوار الأديان من ثمارها، حيث اهتم سموه بترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الأديان السماوية الثلاث في مؤتمر الدوحة لحوار الأديان، وأنه بفضل هذه الجهود نجح المركز في تصحيح الصورة عن الجزيرة العربية كمنطقة لاتعنى إلا بالمسلمين.

وفيما يلي نص الحوار الذي يواكب احتفالات المركز بمرور 10 سنوات على إنشائه كأحد منابر قطر للحوار.
– دكتور مع مطلع 2017م يبلغ عمر المركز 10 سنوات فما هي أبرز إنجازاته خلال هذه العشرية؟
– بداية نشكر “الشرق” على متابعتها لأنشطة المركز ومؤتمراته وحلقاته النقاشية منذ بداية المركز، ولو نظرنا إلى ما قبل 2007م والوضع الحالي نجد أنه على مستوى العالم وعلى مستوى دولة قطر فإن أمور الحوار بين أتباع الأديان أخذت بعدا آخر، حيث لم يكن هناك أي نمط من أنماط الحوار لا في قطر ولا خارجها، وكانت مراكز الحوار قليلة على مستوى العالم وبدأت تنشط في بداية الألفية.

وأنشئ مركز الدوحة بعد انطلاق مؤتمر حوار الأديان في 2003م، حيث كان سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني هو من أطلق هذا الحوار وبحمد الله استمر، والمركز يعد على مستوى العالم من المراكز المعدودة التي لديها نشاط دائم متخصص في مجال الحوار بين أتباع الديانات السماوية، والمركز معروف على مستوى العالم بدعوته إلى التعايش المشترك وإلى احترام الرأي الآخر والتسامح، وله أنشطة انتشرت في العالم كله وحققت له سمعة جيدة، وعلى المستوى المحلي فإن المركز أخذ دوره ووضعه الطبيعي في توفير البيئة المناسبة لتدريب الشباب القطريين والمقيمين على قضايا الحوار وجمع شمل المواطنين والمقيمين بغض النظر على دياناتهم من خلال الطاولات المستديرة للحوار في مجالات مختلفة منها التعليم والصحة والأمور القانونية والحياة الثقافية عموما، وأوجد حوارًا بينهم وبين المجتمع القطري والجهات الرسمية، لتصل وجهات نظرهم في كافة القضايا بالتعاون بين المركز والجهات المختلفة بما فيها الكنائس الموجودة في قطر.

عشرة سنوات من الحوار:
– خلال 10 سنوات إلى أي مدى سد المركز ثغرة كانت موجودة؟
– المركز أصبح يستقبل أتباع الأديان المختلفة وأصبحوا يجدون في المركز ساحة للحوار، حيث إن وجود مركز لحوار الأديان في قلب الجزيرة العربية يدعو إلى الحوار والتسامح يفند كل ما يشاع عن الدول الخليجية برعاية الإرهاب، وغير ذلك من الاتهامات الباطلة، وهذا المركز يبرز للعالم ككل أن هذه الدول معنية عناية تامة بالحوار بين أتباع الأديان، وإتاحة الفرصة لهم للتعايش في قطر كدولة آمنة مستقرة مسالمة تتيح الفرصة لمناقشة القضايا مع أتباع الديانات الأخرى في دول مختلفة، وتحث على التسامح والحوار، وهذا صرح نفتخر به في دولة قطر.

نفتخر ونحترم:
– هل يمكن القول إن المركز غير الصورة النمطية عن الجزيرة العربية عند الغرب كمنطقة مغلقة؟
– صحيح نجح في ذلك وهذه الصورة النمطية عن دول الخليج بأنها دول لا تعنى بغير الدين الإسلامي غير صحيحة، فنحن دول إسلامية نفتخر بديننا ولكن بين ظهرانينا يعيش العديد من أتباع الديانات الأخرى، والإسلام حثنا على احترام أتباع هذه الأديان، وهذا موجود في قطر وكل دول الخليج وكافة دول العالم الإسلامي والغرب يعرف ذلك ويعلم أن ما يشاع عن هذه الدول غير صحيح.

مجتمع متسامح:
– هل أثر وجود المركز وما طرح فيه من أفكار محليا في تغيير النظرة للآخر الذي يختلف عنا في الدين، خاصة وأن المركز كان يحرص على حضور طالبات وطلاب في مؤتمراته؟
– المجتمع القطري متسامح يدعو للمحبة بطبعه ولا يستشعر الأجنبي أنه غريب في هذا الوطن، وهذا انعكس على المركز فمن خلال أنشطته الداخلية أصبحت هناك ثقة لدى المواطنين والمقيمين بأن المركز يدعو للمحبة ويضيف الكثير للناس، بحكم أنه مركز وطني أسسته قطر ويشرف عليه قطريون، فمصلحتنا الأساسية أن نبرز للعالم كيف أن الإسلام دين تسامح ومحبة، وأن القضايا التي تثار على جميع المستويات للإسلام رأي واضح فيها، فنحن نتعرض لهجمات كثيرة في الغرب ولا نرد على هذا الهجوم، وهذا المركز والأنشطة التي ينظمها وما ينشر على موقعه ترد على هذه الهجمات التي تتهمنا بأننا دول منكفئة على نفسها ولا تهتم بالأديان الأخرى.

ومجلتنا تطرح قضايا مهمة ومنها الهجرة كأحد التحديات التى تواجه دول العالم، يجب أن نظهر رأي الاسلام فيه، وجماعات الكراهية في العالم تنتشر انتشار النار في الهشيم ومراكز الحوار للاسف محدودة وبالتالي علينا مسؤولية إبراز قيم ديننا كدين يحث على المحبة والتسامح واحترام الرأي الاخر والتعايش مع الآخرين ورغم اختلاف الاديان لكن بينها مشتركات علينا إعلاؤها وتعزيزها.

إعلام غير منصف:
– هل لديكم اهتمام بالتعاون مع القيادات الدينية الاخرى بظاهرة العنصرية والاسلاموفوبيا وبحث مواجهتها؟
– عندما نعقد مؤتمراتنا ندعو الجميع بمن فيهم أصحاب الافكار المخالفة لرأينا والاعلام الغربي غير منصف للاسلام لكنه يهتم بالايجابيات ويشير اليها واي نجاحات نكون طرفا فيها تجد صدى في الغرب وقد استقبلت أحد قادة الأديان من السويد وأبلغني انه بدأ ينشئ مركزا في السويد على غرار مركز الدوحة لحوار الاديان، وفي جورجيا أنشأوا مركزا لحوار الاديان بنفس الصيغة ووقعنا عددا من الاتفاقيات للتعاون مع عدد من المراكز التي تعتبر مركز الدوحة نموذجا يقاس عليه في اطلاق قضايا الحوار.
وإذا نشأ أي مركز في أية دولة بهذه المعايير سيكون ناجحا، ومركز الدوحة ليست له أجندة خاصة ونحن ننهج نهج قطر في نشر المحبة والفضيلة التي لا ترى أن الحرب والعداوات يمكن أن تخلق تنمية أو تحقق استقرارا للمجتمعات، بل بالعكس من ذلك فالأمن والامان والرخاء هو ما ينفع المجتمعات ونحن مع رؤية قطر ومركزنا من الأدوات لتنفيذ رؤية قطر داخليا وخارجيا.

حوار خلف الأبواب:
– قضايا المؤتمرات وبخلاف الجلسات المعلنة هل يوفر المركز فرصة للقاءات خلف الأبواب بعيدا عن الإعلام تطرح فيها قضايا خلافية بين اتباع الأديان بحثا عن التوافق؟
– مؤتمراتنا بها جلسات عامة وجلسات متخصصة يجري فيها حوار صريح ونقاش يحتد أحيانا، وتكون هناك مصلحة عامة نفكر بها، وهذه الحوارات تفيد وتضيف بعدا كبيرا في العلاقات فأي مشكلة تقع لمسلم في دولة غربية يتداعى لها المشاركون في المؤتمرات من أتباع الديانات لإيقاف هذه المشكلة، فإذا وقعت مشكلة بمدينة أمريكية مثلا نتواصل مع النشطاء هناك وندعوهم للتحرك والتدخل، فالتواصل هذا منشأه اللقاءات التي جرت بالدوحة، ونحن نبحث عن الجوانب الإنسانية كعامل يقرب بين الجميع.

– هل أنتم معنيون بالجرائم التي تقع في الغرب ضد المسلمين؟
– بالطبع، نحن معنيون ونخاطب الجهات المعنية وشركاءنا ونضع على موقعنا البيانات ونتواصل مع النشطاء في العالم للحيلولة دون وقوع الضرر على البشر ونتحدث مع متخذي القرارات للتحرك والمساعدة في حل المشكلة للحيلولة دون وقوع ضرر على مسلم وهم يتواصلون معنا خصوصا مع متخذي القرارات ولولا وجود مثل هذه المراكز لزادت حدة الاحتقان وسوء الفهم بين المجتمعات.

نأمل خيراً:
– أثناء الحملة الانتخابية للرئيس الامريكي المنتخب ترامب أطلق تصريحات ضد المهاجرين المسلمين وتوعد بترحيلهم فهل تعتقد انها مجرد دعاية انتخابية؟
– نأمل خيرا، وهناك ثقل لدى السياسة الامريكية، أنها دولة مؤسسات، وأن مسلمي أمريكا جزء من المجتمع وأمريكا أصلا دولة مهاجرين في الأصل فعليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق وتصلنا من المنظمات الإسلامية في امريكا مناشدات ونتواصل معهم ومع متخذي القرار في الولايات المتحدة فهذه قضية ينبغي ألا تطرح هكذا ودعنا نرى عندما يتولى المهمة.

توجه المرشحين للرئاسة للانعزالية واليمينية أصبح علامة غربية مسجلة “Trade Mark”:
– كيف ترى مستقبل اليمين المتطرف في أمريكا مع وجود رئيس متشدد؟
– إن توجيه المرشحين للرئاسة نحو الانعزالية واليمينية نوعا ما اصبح علامة مسجلة Trade Mark في الغرب سواء في أمريكا أو في بعض الدول الاوروبية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي نموذج من الانعزالية والبعد عن الآخر وآمريكا تريد كذلك وفرنسا وإيطاليا وغيرهم ودون شك الضرر سيقع عليهم هم قبل الاخرين وقد يتأثر بعض المهاجرين بذلك، ولكن الضرر سيقع على الدولة نفسها، وبريطانيا بلا شك ستعاني من الخروج من الاتحاد وأمريكا كانت تقود تيار العولمة وهذه الردة سيستفيد منها الاخرون مثل الصين او اليابان والضرر سيقع على أمريكا قبل أي دولة اخرى.

حوادث غير مبررة:
– إلى أي مدى انتم معنيون في خطة المركز 2017م بالتحولات العالمية تلك؟
– نحن ليست لدينا مشاكل بالإسلاموفوبيا أو غيرها هم لديهم المشكلة وعليهم إيجاد الحلول، نحن نساعد بالأنشطة والبرامج مع الدول الأوروبية وأنشطة مع البرلمان الأوروبي ونحاول أن نبين الأضرار التي قد تقع على هذه المجتمعات إذا استمرت مثل هذه الظواهر مثل الإسلاموفوبيا أو معاداة الإسلام.
ولكن نحن علينا أن نحسن صورتنا المهزوزة في الغرب ونهيئ مجتمعاتنا للتغيير في العالم فلا يفيد ان نبني ثم يأتي أحدهم فيخرب كل ما بنيناه وأعني بذلك الحوادث غير المبررة اخلاقيا أو دينيا ضد الآخر بل وضد المسلمين أنفسهم مثل حادث الملهى الليلي في تركيا ليلة رأس السنة الميلادية، فلا يوجد أي مبرر ديني او اخلاقي لارتكاب مثل هذه الجرائم التي تسيء إلينا كمسلمين.

ويجب أن تكون لدينا ثقافة بناء الإنسان، للاسف الوطن العربي لا تزال فيه مشاكل كثيرة مشاكل بين القادة والشعوب ومشاكل حدود وغيرها وهي كلها تنعكس على تصرفاتنا وعلى نظرة الغرب لنا، والغرب يركز على المشاكل لا على الإيجابيات وهي تغطي على النجاحات التي تتحقق، ولذلك عندما نحضر ضيوفا إلى مؤتمراتنا نبلغهم رسالة بأننا دول مستقرة وفيها خير والمطلوب تعميم الوعي والثقافة على مستوى الدول العربية.

داعش مكيدة:
– دخول تيار التطرف وداعش على خط الثورات العربية هل ترى أنه انحرف بالديمقراطية وأضاع ثمرة الربيع العربي؟
– بدون شك، وقد تكون هذه مكيدة من جهات خارجية لخلط الأوراق في الوطن العربي وعلينا أن نحث على التعاون والتفاهم لنقضي على هذه الاتجاهات الغريبة على مجتمعاتنا، فبلادنا بخير والتاريخ يذكر مدى الإجرام الذي فعلته بريطانيا بالهند قبل الاستقلال ولو كان للهند قائد غير غاندي لتحولت الهند الى كوارث ربما لم تفق منها الى الآن ولكن الحكمة كانت مطلوبة والتسامح والمحبة والسلام.

ثقافة الاستماع:
– دكتور ماذا عن ورش العمل التي دأب المركز على عقدها خصوصا وان البعض رأها بابا آخر للحوار بين كل المعتقدات السماوية وغيرها تحت مظلة الجاليات وهل حققت النتيجة المرجوة منها؟
– ورش العمل ركزنا فيها على طلاب المدارس وعقدنا ورشاً لطلاب المراحل الإعدادية والثانوية بنين وبنات وسنواصل عقدها، ونظمنا مسابقات بين الطلاب لكتابة أفضل رواية وأفضل مقال عن الحوار بهدف تشجيع المجتمع بجميع أطيافه على الحوار لنفكر بهذا البعد والتفاهم والاستماع للرأي الآخر، بغض النظر عن الدين، فنريد أن نجهز المجتمع في قطر لمونديال 2022م فلابد للمجتمع أن يكون جاهزا لاستقبال هذه الاطياف المتنوعة من البشر في هذه المناسبة، لأن هذه الاطياف ستأتي بخلفيات مختلفة وآراء مختلفة ومعتقدات مختلفة، فنعمل على توعية المجتمع بعدة أمور، أولها أننا يجب أن نسمع أفكار الآخر ونواجه إعلامهم بإعلام واضح غير متشنج، ونحاول أن نوحد لغة الحوار مع الآخر، وقد مرت بهذه التجربة جنوب أفريقيا عندما نظمت كأس العالم عام 2010م ووجدوا ضرورة كبيرة لتهيئة المجتمع للحوار مع أتباع الأديان المختلفة، وبريطانيا اهتمت بهذا الامر عندما نظمت الألعاب الأولمبية عام 2012 مرت بنفس التجربة والدول التي لم تهتم بذلك تخسر، وقد تابعنا مونديال البرازيل وما وقعت فيه من مشاكل نتيجة عدم تهيئة المجتمع، فيجب علينا التعاون لتحقيق هذ المهمة قبل استضافة كأس العالم لتكوين مجتمع يتحدث نفس اللغة ونركز على الشباب ومتخذي القرار في المواقع الرياضية والمنشآت والمرافق التي ستتعامل مع هذا الكم الكبير من البشر الذين سيحلون ضيوفا على الدوحة في 2022م.
ومن المهم تهيئة الشباب للحوار، وهذا نتعاون فيه مع عدة جهات بالدولة مثل مناظرات قطر وكثير من المدربين، ومع المدينة التعليمية لتهيئة الأجيال الشابة على كيفية ان يكون محاورا متميزا بغض النظر عن موضوع الحوار وليس فقط الحوار الديني وكيف يكون مستمعا جيدا يرد بمرجعية علمية وثقافية وحضارية.

تمثيل قاري:
– تستضيف الدوحة على أرضها أكثر من 80 جنسية إلى أي مدى تتجاوب معكم هذه الجنسيات في ما يتعلق بخلق مناخ من التفاهم ينعكس على علاقات هذا الكم الكبير من البشر وهل لديكم أجهزة لقياس الرأي العام لدى هذه الجنسيات؟
– نحن نهتم بتسجيل ملاحظات ومطالب هذه الفئات، ولكن لم نقم بقياس اتجاهاتهم ويمكن أن نقوم بذلك في المستقبل، وهناك تجاوب في الطاولات المستديرة من المجتمع بأطيافه المختلفة، ونسعى لتغطية أكبر عدد من الجاليات بخلفياتها الدينية والعرقية والتمثيل القاري.

يهود ضد الصهيونية:
– حرص مركز الدوحة لحوار الأديان على ضم أتباع الديانة اليهودية للحوار إلى أي مدى أفاد ذلك قضية القدس وفضح عنصرية إسرائيل كدولة احتلال خصوصا مشاركة جماعة ناطوري كارتا؟
– اغلب الذين يشاركون معنا من اليهود ليسوا بالضرورة من جماعة ناطوري كارتا فأغلبهم عندهم مواقف من الحكومة الإسرائيلية والاحتلال، ومعظمهم يهود ضد الصهيونية ويأتون من دول أجنبية ورؤيتهم بالنسبة للحوار واضحة وخلفيتهم الدينية قوية وضد الاحتلال والظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون ولديهم رؤية واضحة تجاه القضية الفلسطينية.

– هل فتحت الطاولات المستديرة مسارا موازيا مع مؤتمر الأديان السماوية للحوار مع أتباع الأديان الوضعية وغير المتدينين؟
– نحن ارتأينا الاقتصار في المؤتمر على أتباع الديانات السماوية الثلاث وفتح حوار آخر عبر الطاولات المستديرة مع الجاليات عموما بغض النظر عن معتقداتها ونفتح المجال لكل الأديان للكتابة في المجلة العلمية، وهناك مؤتمرات كثيرة مفتوحة على جميع الأديان، ولكن مؤتمر الدوحة يتميز بأنه حوار بين الأديان السماوية الثلاث.

-كم عدد الطاولات المستديرة في السنة؟
– من 1-2 سنويا حسب الموضوعات ونسعى للإعداد لطاولة مستديرة جديدة قريبا.

خطة 2017م:
– وماذا عن خطة 2017م والمشاركات الخارجية؟
– 2017م سيشهد إلى جانب الطاولات المستديرة المجلات العلمية، حيث سنركز على الإصدارات لبعض الكتاب وسنعقد دورات تدريبية، كما نشارك في اليوم الرياضي والمعارض، ونحاول القيام بنشاط في إحدى الدول الاوروبية وفي احدى الدول العربية، والمشاركات الخارجية يتولاها المركز كمنظم رئيسي لها.
– ومؤتمر الدوحة المقبل؟
– سيكون في عام 2018م وإلى الآن لم نحدد موضوعه أو محاوره.

– بعد عشر سنوات على المركز متى تأخذ توصيات المؤتمرات طريقها إلى التنفيذ وصانعي القرار خاصة في الغرب حتى لا تكون مجرد توصيات؟
– نحاول أن نحث المنظمات الحقوقية ومنظمات الأمم المتحدة لنقل مقترحات المركز وتوصيات المؤتمرات إلى المؤسسات المعنية لنقل الأفكار التي تسهل التواصل بين أتباع الأديان، وهناك منظمات كثيرة في أوروبا نتعاون معها لتخرج التوصيات إلى النور، وهناك نجاحات تحققت من حيث الدول التي يرفع فيها الأذان أو تسمح بالمظاهر الإسلامية على أراضيها وهذا بجهد اهل البلد من المسلمين وتساعدهم المنظمات الأخرى.

نشاط غير دعوي:
– ما الذي أضافه العمل مع الجاليات خاصة أن مركزاً مثل فنار يتعامل ايضا مع الجاليات فما النشاط المشترك والخصوصية التي يتميز بها المركز؟
– فنار نشاطه مع الجاليات دعوي، ونحن لسنا جهة دعوية، ومهمتنا توضيح رسالة الإسلام أمام الأديان الأخرى ومركزنا ليس مركزاً دعوياً، ولكنه يدافع عن قضايا الإسلام ويوضح صورة الإسلام الصحيحة في القضايا المطروحة عالميا ونبني الجسور مع الجاليات والمواطنين لنسمع رأي الجاليات ونرسخ في نفوس الجاليات ثقافة الحوار حتى إذا عاد لبلاده يطبقها على أرض الواقع لننشر ثقافة التسامح حول العالم.

لا للاستغلال:
– إلى أي مدى تهتمون بضرورة عدم استغلال اللاجئين لإجبارهم على التحول عن دينهم؟
– نحن منتبهون لذلك، ونحذر من هذا السلوك وندعو المنظمات الإسلامية والمسيحية واليهودية إلى عدم استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها اللاجئ لتغيير دينه والأعراف والقوانين لا تسمح بذلك، وأن تكتفي بالمساعدة الإنسانية وهذا أمر لا نقبله من القادة الدينيين في أي دين.

– هل انت راض عن أداء المركز وما الذي تطمح إلى تحقيقه؟
– الحمد لله، فحجم المركز وموقعه مناسب ولا نريد ان يكون حجمنا أكبر ونتحمل مسؤوليات الآخرين ولنا دور محلي وعالمي نفتخر به ونبحث في تطويره بمراحل والدولة ووزارة الخارجية لا تقصر مع المركز ومجلس الإدارة يتعاون معنا لتحقيق أهدافنا وأتوقع من الآن إلى 2022 أن تكون هناك انشطة محلية أكبر للمركز، وإذا استطعنا أن نكون هذا الجيل من الشباب الذي لديه قدرة على الحوار نكون حققنا أهدافنا.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.