المملكة العربية السعودية والنمسا وأسبانيا توقع اتفاقية تأسيس “مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان والثقافات” قريباً

25 مايو المملكة العربية السعودية والنمسا وأسبانيا توقع اتفاقية تأسيس “مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان والثقافات” قريباً

أعلن الأمين العام المكلف لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن دول المملكة والنمسا واسبانيا وافقت على التوقيع على اتفاقية تأسيس مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات خلال الأسابيع القادمة ان شاء الله مؤكداً في هذا الصدد حرص المملكة على الحوار للتعايش السلمي بين أتباع الأديان والثقافات في وقت يشهد العالم فيه انحداراً للقيم الأخلاقية وانتشار الفقر والجريمة والإرهاب.

وأوضح ابن معمر خلال كلمة ألقاها في مؤتمر قمة القادة الدينية في مدينة بوردو الفرنسية والذي يسبق اجتماع مجموعة الثماني ومجموعة العشرين التي ستعقد في فرنسا بعد هذه القمة أن خادم الحرمين الشريفين وانطلاقاً من المبادرة التي أطلقها حفظه الله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات حريص على إنشاء المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيراً في كلمته أن العالم في حاجة ماسة للسلام والأمن والازدهار وتحقيق العدالة والمحبة وأن المملكة تضع هذه المبادئ في أولويات سياستها وبرامجها الدينية والاقتصادية والاجتماعية، وتبذل قصارى جهدها للعمل على جميع المستويات ومع المجتمع الدولي لتخفيف معاناة أولئك الذين يفتقرون إلى الوفاء بهذه الاحتياجات.

وأضاف «البشرية اليوم تعاني من انحدار سريع للقيم الأخلاقية وتمر بمرحلة حرجة حيث الإرهاب والفقر والجريمة آخذة في الارتفاع ويجري استغلالها على نحو متزايد، كما أن هناك إساءة متزايدة لحياتنا البيئية، ونحن ندرك كل هذه التحديات التي تهدد وجودنا البشري ومن الصعب على أي دولة واحدة أو مجموعة من البلدان أن تقوم بحل المشاكل بدون المساعدة والتنسيق بين بقية دول العالم، لقد أصبح لدينا نظام عالمي مترابط على نحو متزايد والطريق لحل تلك المشاكل وتصحيحها طويل ونحن بحاجة إلى أن تستخدم بعض الآليات للتعامل مع مثل هذه المشاكل والبحث عن حلول مشتركة، وأحد أهم هذه الآليات هو الحوار». وشدد ابن معمر في كلمته أمام المؤتمر على أن الدين الإسلامي والأديان والثقافات تستند إلى إزالة الحواجز التي تقف بين الخير في طبيعتنا الإنسانية والشهوات والمصالح الضيقة وأن الأديان الرئيسية في العالم والفلسفات والمدارس جاءت بالتفكير من مختلف التخصصات والاتجاهات إلى استنتاج مفاده أن جوهر التقدم يكمن في التواصل والحوار بين أبناء المجتمع الواحد والمجتمع البشري بأسره، وهذه هي نقطة الانطلاق لتحقيق وتوسيع نطاق التنمية البشرية في جميع نواحي الحياة، مشيراً إلى أن الجميع يتفق على أن الحوار الملتزم والبناء يهدف إلى استكشاف القواسم المشتركة للإنسان وأهمية التعاون في برامج عمل مشتركة لحل معاناتنا الإنسانية. واستعرض ابن معمر جهود المملكة ومشاركاتها في الحوار بين أتباع الأديان بدءا في 1970م موضحاً أنه يجري العمل على قدم وساق لإنشاء مركز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فينا للمساعدة في خدمة هذه القضايا وتقريب المسافات واقتراح الحلول المناسبة حيث وافقت الدول الثلاث، وهي المملكة والنمسا واسبانيا على إقامة المركز في وقت لاحق من هذا العام، كما تضمنت كلمة ابن معمر تلخيصاً موجزاً عن الحوار الوطني في المملكة مشيراً إلى أن المركز قام بتدريب السعوديين على ثقافة الحوار حيث تم في هذا المشروع تدريب أكثر من 40 ألف مدرب على الحوار كل عام.

وتشمل المعلمين والشباب والأئمة كما تم تدريب أكثر من 500 ألف متدرب من السعوديين من مناطق مختلفة. واختتم الأمين العام المكلف لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار كلمته مطالباً بنشر العدالة والشراكة الحقيقية بين الدول الغنية والدول الفقيرة والمحتاجة، معرباً عن تطلعه من القادة السياسيين في قمتهم «G20» المقبلة لاتخاذ قرارات كبيرة في هذه الاتجاهات.

(الرياض)

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.