مشاركة الدكتور النعيمي في ندوة “حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان” في الكويت

31 مارس مشاركة الدكتور النعيمي في ندوة “حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان” في الكويت

شارك الدكتور إبراهيم صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في الندوة الثامنة من مستجدات الفكر الإسلامي والتي بعنوان “الحوار الحضاري بين اليابان والعالم الإسلامي” والتي عقد تحت رعاية ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بدولة الكويت في الفترة 11-12 /3/2009 م و كان شعار الندوة “البيئة، تحديات ورؤى”.

يهدي التأمل في مقاصد القرآن الكريم إلى أن الحوار بين الشعوب والحضارات سنة اجتماعية يتقوى بها العمران الإنساني ويسلك بها سبل التعاون والتعايش وتبادل المصالح. وحرصاً من دول الإسلامية والعربية على الإسهام في نهج حوار حضاري مثمر ومفيد في بسط الإشكاليات التي تواجه العالم ورغبة في تطوير الحوار الحضاري بين اليابان والعالم الإسلامي فقد قررت دولة الكويت أن تنظم وتستضيف الندوة لهذا العام وموضوع البيئة.

وقد حققت هذه الندوة عدد من الغايات:
– طرح عناصر الرؤية الاسلامية واليابانية لموضوع البيئة من خلال الموروث الثقافي لكل منهما،
– التعرف على الخبرات اليابانية والاسلامية مع البيئة ومكوناتها ودراساتها وعرض لنماذج تلك الخبرات،
– طرح ومناقشة التحديات التي يواجهها العالم في موجهة المشاكل البيئية وظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخ،
– ومناقشة الرؤية الاسلامية واليابانية للحل والنابعة من الموروث الثقافي والعقدي لكل منهما،
– صياغة اشكال وأدوات وأساليب عملية من التعاون بين الجانبين بشكل فعال.

محاور الندوة:
أمتدت الندوة ليومين كاملين, عرضت فيها أوراق متخصصة في الموضوع، وعقدت لها ورش عمل لعرض الابحاث ومناقشاتها وصياغة التوصيات والمقترحات الهادفة إلى العناية بالبيئة وتوطيد أواصر العلاقات بين اليابان والعالم الاسلامي.

المحور الأول: أصول الرؤية الإسلامية واليابانية للبيئة والكون.
وتم فيه عرض خصائص الرؤية الإسلامية للبيئة ومكوناتها والقيم الحاكمة للإنسان في تسخيرها والتعامل معها. هذا بالإضافة إلى بيان خبرات الحضارة الإسلامية في التعامل مع القضايا والمشكلات البيئية. كما تم عرض الرؤية اليابانية للبيئة من خلال الموروث الثقافي والديني للشعب الياباني.

المحور الثاني: المشكلة والتحديات.
تم فيه تناول المشكلات البيئية التي تواجه العالم، والأخطار المترتبة على التهاون في التعامل مع هذه المشكلات، وذلك من خلال عرض التحديات التي تواجهها شعوب الأرض سواء في دول وأقطار العالم الإسلامي أو الشعوب اليابانية أو غيرها على ظهر المعمورة.

المحور الثالث: رؤى الحل.
وكان لهذا المحور الأهمية المركزية في الندوة , لأن الوضع الخطير للتحديات المحيطة بالبشرية يفرض علينا الاستعجال في بسط المقترحات والرؤى من أجل وضع الأسس والمناهج لمواجهة هذه المشكلات.

المحور الرابع: أساليب وأدوات التعاون.
وكان يهدف إلى رصد مختلف أشكال وأدوات التعاون العملية، وتم طرح عدد من الأفكار كأمثلة لهذه الأنماط, وتم مناقشتها في مجموعات نقاشية من أجل التوصل للأنماط المثلى والأكفأ للتعاون بين دولة اليابان ودول العالم الاسلامي.

المحاضرين والمشاركين:
وشارك في أعمال الندوة حوالي 60 مفكراً وباحثاً وخبيراً في مجال البيئة وتغير المناخ من اليابان ودول العالم الإسلامي. وراعى عند اختيار المشاركين تنوع خبراتهم بالإضافة إلى تمثيلهم لأقاليم العالم الإسلامي المختلفة وذلك من أجل إثراء النقاش والوصول إلى الأهداف بشكل أفضل. وشارك من الجانب الياباني حوالي 25 باحثاً وخبيراً أما الجانب الإسلامي فوصلت المشاركات منه حوالي 40 مشاركاً.

إن الحوار هو الأسلوب العلمي والفعال لتحقيق التعارف الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى. كما أن الفكر الإسلامي الآن أشد ما يكون حاجة إلى أن يقدم الرؤى والأفكار القابلة للتطبيق كحلول ينتظرها العالم أجمع من أجل مواجهة المشاكل والتحديات المعاصرة. ومشكلة الاحتباس الحراري وتغير المناخ تعتبر المشكلة البيئية الأهم التي يواجهها العالم. ومن أكثر المؤشرات السلبية لهذه الظاهرة ما صرحت به وزيرة الصحة الإندونيسية فضيلة سوباري في عام 2005 أن الأمراض المرتبطة بتغيير المناخ تقتل نحو 150.000 شخص في إندونيسيا كل عام.

ولأن التطور والنمو في الحضارة اليابانية والذي تحقق بعد الحرب العالمية الثانية يمثل نموذجاً ناجحاً يستحق الدراسة فإن هذا النجاح يدفعنا إلى تفعيل الحوار بين العالم الإسلامي واليابان والتوصل إلى عامل مشترك من الأدوات والأنماط الأكفأ لتحقيق ذلك فضلاً عن ما يتميز به الدين الإسلامي, الذي هو أسرع الأديان انتشارا في العالم اليوم، ويعتنقه ما يزيد على مليار إنسان في العالم, بدينامكيته وتفاعله وسهولة حركته في تعامله مع المشكلات التي تواجهها البشرية. ولهذا ينظر الإسلام للبيئة نظرة شاملة تعتبر البحار والأنهار والجبال والنبات والحيوان جميعا مخلوقات لله عز وجل وتقوم هذه النظرة على أن هذه المخلوقات سخّرها الله سبحانه وتعالى للإنسان ولهذا يجب عليه ان يتعامل معها ويعمل على حمايتها واحترامها لأنها تشاركه في الحياة، ولقد ساندت الأديان والإسلام على رأسها على مدى التاريخ البشري، مفاهيم العدل والحرية بين البشر، وكانت لها تأثيراتها الإيجابية الهامة على المجتمع الإنساني في كافة مناحي الحياة. لذلك فإن البشرية تتطلع اليوم لما يمكن أن تحققه العودة إلى الدين في انقاذها من أكثر التحديات على هذا الكوكب. والمسلمون وعلماؤهم في المجالات المختلفة كشركاء في هذه الأرض مطالبون أن يقدموا ويستنبطوا من جواهر شريعتهم كما فعلوا سابقاً ما يؤمن للبشرية حياة أفضل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

بدون تعليقات

Sorry, the comment form is closed at this time.