معرض بطولة المناظرات

بمشاركة 12 جهة

حوار الأديان يختتم مشاركة ناجحة في معرض بطولة المناظرات

في إطار دوره بتعزيز ثقافة الحوار بين جيل الشباب، ولكون المناظرة جزءا أساسيا وأداة مطلوبة لجميع المتصدين لمسألة الحوار، وفنا ينبغي إتقانه، جاءت مشاركة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في المعرض المصاحب للبطولة الدولية الرابعة مناظرات المدارس باللغة العربية.

حيث سعى المركز من خلال جناحه بالمعرض، تقديم الإرشادات للطلبة المشاركين حول فنون الحوار، وتوعيتهم بالأدوات والقيم التي يجب أن يتحلوا بها خلال مختلف مراحل الحوار، وضرورة الاستماع الجيد، واحترام الطرف الآخر، ومناقشة أفكاره وآرائه، لا الطعن بشخصه، وفي حال عدم الاتفاق الاتجاه للوصول لأرضية مشتركة، تبنى على المتفق عليه، وجعل النقاط الخلافية، نقاط قوة لا ضعف.

كما تم عبر الجناح الخاص بالمركز توزيع أحدث إصدارات المركز، ومن بينها النشرة الدورية في عددها الحادي عشر، ومجلة أديان، وكذلك بعض كتيبات الرسائل البحثية المختارة، بالإضافة لكتيب يتناول فنون الحوار والمناظرة.

وعن هذه المشاركة يقول أ.د. إبراهيم بن صالح النعيمي: “علاقتنا قوية مع مركز مناظرات قطر، ويهمنا إعداد الجيل الجديد من المناظرين باللغة العربية بشكل إيجابي، وتعليمهم القيم الأخلاقية للحوار، لأننا بالنهاية نسعى من خلال الحوار، وكذلك المناظرة، إلى الوصول لمرحلة التعايش بمحبة وسلام، وقبول الآخر، وليس المقصود فقط- كما هو متعارف عليه في الفهم السطحي لقيمة الحوار والمناظرة، إثبات أن هناك طرف على الحق، والآخر هو الطرف المخطئ.

وأضاف النعيمي : “أؤكد دوما للأجيال الجديدة من الطلبة، بأننا جميعا أخوة في الإنسانية، وكل الناس لديها طرف أو جزء من الحق؛ لذلك من الضروري أن نتسامح، وأن نتعايش، فالعالم نعيش فيه معا، ويسعنا جميعا، شرط أن يتقبل كل منا الآخر.

ومن جانبه، قال الأستاذ محمد أمين مشرف جناح مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان: “إن المعرض في أيامه الخمس شهد إقبالا كبيرا، وتوقف العديد من الزوار، سواء المشاركين في البطولة، أو الجمهور العام، مطولا أمام جناح المركز، وكان ذلك فرصة لتعريفهم بالمركز، وما يقدمه من مساعدة للمنخرطين في الحوار بمختلف أشكاله.

الجدير بالذكر أن المعرض الذي أقيم كان على هامش البطولة الدولية الرابعة لمناظرات المدارس باللغة العربية والتي جاءت بمشاركة 12 جهة متنوعة ما بين حكومية وخاصة، ومؤسسات ثقافية، وجهات إعلامية، بالإضافة إلى 6 جامعات.

وقد شارك البطولة الدولية للمناظرات بالعربية نحو 50 فريقا، من دول عربية وأجنبية، الامر الذي شكل تظاهرة ثقافية وحضارية للطلبة الناطقين باللغة العربية، كلغة أم، أو لغة ثانية، وكانت فرصة للتواصل الثقافي، ومد جسور الحوار بينهم جميعا، وهذا أمر إيجابي سعت إليه البطولة، وخاصة في هذه الأعمار الصغيرة.

(مذكرة تفاهم)

وكان  مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان قد وقع اتفاقية تفاهم مشترك، مع مركز مناظرات قطر، في وقت سابق من العام الماضي، وذلك رغبةً في تعزيز وتوثيق أواصر التعاون بينهما في مجالات المناظرة والحوار؛ لبناء مجتمع قائم على الاحترام المتبادل والعيش المشترك بوئام وتجانس مهما اختلفت الأديان والثقافات والأعراق.

وقد أثمرت مذكرة التفاهم المشتركة تنظيمَ عدد من الدورات التدريبية الموجهة لطلبة المدارس، حول فنون المناظرة، للطلاب والطالبات بشكل منفصل؛ وكان من أبرزها في العام الدراسي الماضي (الدورة التدريبية الثانية- فن الحوار وبناء الحجة) وذلك سعيا لإكسابهم مهارات الحوار والمناظرة منذ وقت مبكر، حتى تصبح جزءا من حياتهم مستقبلا، كما جاءت هذه الدورة التدريبية في إطار استراتيجية  مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لإكساب طلبة المدارس القدرة على الحوار مع الآخر، وبالتالي التعايش بإيجابية مع مختلف الأفكار والثقافات، في إطار تعزيز بناء المواطن الفاعل، الذي يقع على عاتقه مستقبلاً تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.